درويشةٌ برأسِها تلُفُّ
و الدَّمعُ خمرٌ و الضلوعُ كأسُها
و النَّبضُ نايٌ و الأنينُ دُفُّ
درويشُها أنا و إنِّي نفسُها
قد رقَصَتْ و طوَّحَتْ
بي و شراييني تمزِّقُ نفسَها
و قد رعاها بالتجلي نزفُ
حبيبتي ارقصي فلا
هوى بلا رقصٍ ولا تجلِّي
و بعينِكِ الزَّرقاء
أدركتُ إلى الله الطريقْ
تساقطي لأجلي
تعطَّري لأجلي
و اقتربي قليلَا
و ابتعدي قليلَا
فالعاشقُ البوذيُّ لا يهوى سوى الحريقْ
جرتْ مدامعُ الليالي كالخريرْ
و الماءُ نفلٌ طافَ حولنا أميرْ
يُقبِّل الخدَّيْنِ أنواءُ العبيرْ
درويشتي لا وقتَ إلَّا للعناقِ و نشوة التجلِّي
لا وقتَ يا بعضَ الحشى و كُلِّي
تنورةٌ طويلةٌ بيضاءُ
بذيلِها تشبَّثَ الفردوسُ و الضُّحى و هذا الحرفُ
لا تسألي ماذا جرى
لا نُطقَ للسانِ في حُكمِ الهوى
النُّطقُ نارُ القلبِ إذْ تسعَّرَا
درويشتي !
ذكرتُكِ الليلةَ تحتَ المطرِ
إنَّ الصفاء يبتدي بالمطرِ
و كُلُّ شيءٍ ينتهي بالمطرِ
لا شيءَ إلَّا منكِ يا حبيبتي موْلِدُهُ
فالموتُ من خدِّيكِ كانَ و انتهى بالنَّظرِ
يا آيةَ العُشَّاقِ قد كتبتُها بالوترِ
فلتذبحي براءتي
يا غجريَّتي و يا مُتْلفتي
يا شجرَ الليمونِ
صلِّي لأجلي في الهوى
لعلَّها تنزاحُ عنِّي في الكرى شجوني
صلِّي و نامي في ضلوعي ثُمَّ في عيوني
درويشتي
لا تبحثي عنِّي فإنِّي فيكِ
و أنتِ فيَّ و إنَّني أخفِيكِ
لا تبحثي فإنَّ طُهري لا يُضاهي مُستوى مُجوني
و طوَّحي الدُّنيا و طوَّحيني
لا تبحثي فإنَّني
آتيكِ كالمجذوبِ يا قاتلتي و سرِّي
فلترقصي في حضرتي
فلن يُداوي لوعتي
إلا لقاء صدرها بصدري !
79
قصيدة