عدد الابيات : 26
أمشـــي لها ويقــــودُني اللُّبُ
أنا ســـالكٌ وعقيـــدتي الحُبُّ
سِرنا معاً وعبـــرتُ واعتذروا
وكبا بهـمْ ومشــى بيَ الدّربُ
نبـضُ الشمـــوسِ وكلِّ بارقةٍ
خبتِ الطــوالعُ وهي لا تخبو
ونقولُ سوف نُطيــلُ فُرقَتَها
والذكريـاتُ وصدرُها الرَّحبُ
أغنيّـــــةٌ لمّــــا تَـــزلْ نغَمـــاً
فوق الشِّـــفاهِ ولحـنُها عذبُ
ونغيـــــبُ تُسكِـــرُنا روائعُها
وببابِها تتهـــــافـــتُ الشُّهْبُ
نـــــــارٌ ولســتُ إخالُها تخبو
وبجَمــــــــرِها يَتــوقَّدُ القلبُ
شوكُ الطّريـــقِ وتِيهُ قافلتي
زاغَ الحُــــــــداةُ فكلُّهمْ ذِئبُ
هذا قميصــي ذي دموعُ أبي
في مصــرَ من صنعاءَ تَنصَبُّ
قد أجدبــــتْ أرضي فسُنبلُها
قَشٌّ وعَصْــــفُ رمالِها الحَبُّ
والكاهـــنُ المُفتي أباحَ دمي
فأنا الغريـبُ وإخوتي العُربُ
ودِمايَ من بغــــــــدادَ نازفةٌ
والوالغـــــانِ الشَّرقُ والغربُ
فإذا صرختُ فصمـتُ مَقبرةٍ
حولي يُباركُ صمتَـها الشَّعبُ
أستنهضُ التّاريــــــــخَ أركلُهُ
فيقولُ ويكَ وتصمُتُ الكُتْبُ
وأصيــــــــحُ فيه بأنّني وأنا
وأنا النذيـــرُ وسيفُهُ العَضْبُ
وأعـودُ فوقَ الجسرِ تذبحُني
خُوَذُ الغـــــــزاةِ ويبدأ النَّدْبُ
بغــــــدادُ لا عينُ المَهـا تصبو
فيـــها ولا يتبغــــــددُ السِّربُ
بغــــــــدادُ لا كأسٌ وقافيـــةٌ
تشـدو ولا يتبخـــترُ الصَّحبُ
من ذا أزاح العشـقَ عن دمِها
ثكلى ويصبــغُ شَعرَها التُّربُ
من ذا ومن أخـفى محاسنَها
فكأنّ كلّ تراثِهـــــــــا الرُّعبُ
البرلمـــــــــــانُ دُمىً تحرِّكُها
أيدٍ خلاصــــــةُ دينِها الكِذْبُ
مُتشَرعِــــــــنٌ هذا وخِنجرُهُ
برقابِنــــــــــا وشِعارُهُ النَّهْبُ
مُتفيـــــــــقِهٌ هـــذا وجبهتُهُ
مَكويّـــــــــةٌ وسبيلُهُ السَّلْبُ
متكَـرِّدٌ هـــذاكَ دَيْـــــــــدنُهُ
أنّ العلاقـــــــةَ بينَنا الحَربُ
وأنا الغريــبُ هنا وأشرعتي
للسَّافيــــــــاتِ قلوعُها نَهْبُ
وحبيبتـي نَزْفٌ على شفتي
وعلى النَّخيلِ هِوايتي الصَّلْبُ
78
قصيدة