الديوان » ايهاب الشباطات » ألا يـا زهورَ الـدارِ ضاقـتْ فَمي السَّمـا

عدد الابيات : 30

طباعة

ألا يـا زهورَ الـدارِ ضاقـتْ فَمي السَّمـا

فَهَـاتـي يَــدًا عَـلّـي أرَى مــا دَهــى الـفَـمـا

فقالتْ زهورُ الدارِ في همْسةِ النّدى:

خــيــالُ حـبـيــبٍ غـــــابَ قــلـــتُ :لـربّــمــا

أنــيـــنُ الــهَـــوى إنْ حَـــــنّ قـــلْـــبٌ لــحِــبِّــهِ

وطـــــابَ لـــــهُ شــهْـــدًا إذا  ذاقَ  عَـلْـقـمــا

تــعــاقــبَ لـــيْـــلٌ مــــــعْ  تَـــنـــاسٍ  بـغُــرْبــتــي

ووجْـــــدي جَـلـيْـســي لـــــمْ يـــــزلْ مُـتـرنِّــمــا

وإنْ طَــلَّ فــي العلْـيـاءِ بــدرٌ فـقــدْ خبا

بــصــوْرَةِ حِــــبٍّ والــجَــوى كــــانَ  سُـلَّـمــا

جَـــرَتْ بـالـفَـتـى أوْهــــامُ عِــشْــقٍ لـمَـغْــرَم ٍ

يَـرَى فِيـه مـوتَ النـفْـسِ حُلْـمـًا  ومَغْنـمـا

ومــنْ لـــم يـــذُقْ فـــي الـعـشْـقِ ذُلًّا بجـهْـلـهِ

يـظُــنُّ الـــرَّدَى لـهْــوًا وذا الـجُــرحَ بلْـسَـمـا

طَـــــوَى اللهُ أعْــوامـــًا قـبــضْــتُ  بـجـمْـرِهــا

كــأنَّ الـهَـوى دِيْـنــي لـــهُ جـئْــتُ مُسْـلـمـا

فـصـيــحــةُ رومـــيّـــاتِ  عـــيْـــنٍ  لــواحِــظــي

وفــــــــي الــعــربــيّــاتِ  الــــفــــؤادُ  تــعــجَّــمــا

بـطــبٍّ حِـســانُ الــغــرْبِ  تــبْــدوْ  طـبـيـعَـةً

ولكـنْ بسحْـرِ الشـرْقِ تُفضـحُ كالدُمـى

عَـــلـــيَّ بـــنـــي  قـــوْمـــي  حَــــــرامٌ  بـنـاتُــكــمْ

عــيـــونٌ تـــــرَى قــتْـــلَ  الـقــلــوبِ  تـكــرُّمــا

قـــتـــيـــلٌ بـــعـــشـــقِ الــمــانــعـــاتِ  تــحــنُّــنـــًا

فــإسْــمــي كـقَـلْــبــي قــــــد بــخــلْــنَ تــرحُّــمــا

تـذكَّـرْتُـكـمْ والــدمْــعُ  حــشْــوَ  وســائـــدي

ولـيْـلـي غِـطــائي حـيــنَ ضـقْــتُ  تكـتُّـمـا

أكُلُّ مُساعاةٍ حميدةَ صاحبٍ؟!

فـــــلا والّــتـــي جــالـــتْ  عــبــيْــرًا  تـنـسُّــمــا

سـعـيْــتُ ومــــا ظــنّــي بــهـــا مـــــا  ظـنـونُـهــا

تـعـالـتْ عَــلــى عـيْـنــي وحــطَّــتْ تـجَـهُّـمـا

ومـــــنْ يـسـتـخــرْ عَــقْـــلًا  بُـعــيــدَ  لـســانــهِ

رَأى فـــي عـيــونِ الـنــاسِ نـكْــراءَ مُـلـهِـمـا

وســارتْ أمـامـي خـلـفَ واجِـفـةِ  الخُـطـى

مَــعـــي واقِـــــفٌ قــلْــبــي  وكــــــادَ  تـكـلُّــمــا

كـفـفْــتُ يَــــدي والـعــيــنُ ظِـــــلَّ  خـيـالِـهــا

وحـــارَ فَـمــي والـقـلْـبُ  يــذْكُــرُ  مُـعْـجـمـا

وخـَلْـخـالُـهــا تُـــرْبـــًا دَنــــــا فـــــــي  تــعــجُّـــلٍ

فــطــارَ الــثَّــرى فــوْقــي لأرْقُـــــبَ  أنْـجُــمــا

تـحــومُ الـحَـمــامُ الـبـيْــضُ فــــي زرْعِ إثْــرِهــا

وكـادتْ بـهِ أنْ تبـعـثَ الأرْضُ "جُرْهُـمـا"

بـــدتْ حـدقــاتُ الـعـيـنِ لـيْــلًا  وشـعْـرُهــا

وعِـلْـمـي بـــأنَّ الـلـيـلَ مــــا  كــــانَ  تــؤْأَمــا

تـجــسَّــدهــا أســـحــــارُ "بـــابــــلَ"  آنِـــســــًا

فــحـــجَّ لــهـــا شـيْــطــانُ شِــعْـــري  تـعـلُّـمــا

وتُـحْـيــي مــــنَ الأمــــواتِ عــقْــلًا بـخــاطِــرٍ

وتُــفــنــي مــــــنَ الأحـــيـــاءِ  قــلْــبــًا  تـتـيَّــمــا

لَـهــا مِـــنْ وجــــوهِ الــدهْــرِ نــَــرْدٌ بـخـافِـقـي

يُريْنـي عُبـوسَ الدهْـرِ إنْ صِبْـتُ مَبْسِـمـا

مـرايــا لــــهُ الأشْــخــاصُ حــيــنَ  تـبـسُّـمـي

أخـــــالُ بـــهـــا نَــفْــســي وكُـــنْـــتُ  تــوهُّــمــا

يُـــديـــرُ رحــــــاهُ فــــــي شَــبــابــي  تــســارُعـــًا

فــدارَ غَــدي أمْـســًا إذا عُـــدتُ  مُـقْـدِمـا

لـــهـــا فــــــي وريْــــــدي وِرْدُ لـــيْــــلٍ  بـِـتــرْكـــهِ

تــــثـــــورُ الـــخـــلايـــا إذ تــــظـــــنُّ تــجــرْثُـــمـــا

وتـعْـلــوْ ظُــبــا الـبـيْـضـاءِ حــمْــراءَ  أخْـتِــهــا

فـكُـلُّ الــرؤى ســوْدٌ إذا دانـــتِ  الـعَـمـى

تـغـشَّــتْ بـلـيْــلٍ روحُــهــا فـــــي  مـدامِــعــي

مَـلــومٌ ومـــا كـــانَ الـــذي فــــاءَ  "مـرْيـمــا"

إذا جــاءَنـــي صُــبْـــحٌ بـمـصْــبــاحِ مُـــدْلِـــجٍ

بـكـانــا كِــلانـــا إذ بَـــــدا الــدهْـــرُ  مـأْتــمــا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ايهاب الشباطات

ايهاب الشباطات

30

قصيدة

أديب و مفكر أردني، لديه ديوان شعر تحت الطبع بعنوان "يا سلام الرشيد" ، كتاب بعنوان "التوحيد و التصورات المسبقة" ، أشاد به عدد من النقاد الأدبيين مثل الأديب العراقي عبد الستار النعيمي الذي قام

المزيد عن ايهاب الشباطات

أضف شرح او معلومة