الديوان » ايهاب الشباطات » لِدَهْري وُجوهٌ قَدْ بَدَتْ لي كَواشِحا

عدد الابيات : 40

طباعة

لِدَهْري وُجوهٌ قَدْ بَدَتْ لي كَواشِحا

حَوائِجُهُ نالَتْ شَبابي جَوائِحا

وَجاءَتْ وَراحَتْ دَيْدَنًا فِـيَّ عابِسًا

فَقُرْبي بِـها بُعْدٌ وَحَتْمًا نَوائِحا

وَجَدْتُ فَما جادَتْ عَلَيَّ نَفائِسي

فَلَولا الفَضا ناءٍ هَجَـرْتُ الـمَطارِحا

وَحَسْبي مِنَ الأَيّامِ ثَـأْرُ مُقاتِـلٍ

فَإِنْ صافَحَتْني كُنْتُ عَفْوًا مُصافِحا

وَحَسْبُ الفَتى فَخْرًا بِأَحْلامِهِ عُلًا

إِذا ما سَعَتْ في العاذِلينَ  نَواطِحا

وَما كُلُّ سَهْمٍ سَرَّ قوْسًا صَنيعُهُ

فَإِسْمُ طُيورٍ كانَ جَرْحًا وَجارِحا

فَـغُضَّ بِـها يَأْسًا عُيونَكَ حالِـمـًا

بِعَقْلٍ تَرى الأَحْلامَ صارَتْ مَلامـِحا

وَأَحْلِ  مَريرَ الذِّكْرَياتِ تَـجَلُّدًا

تَذوبُ لَكَ الأَيّامُ شَهْدًا سَوانِحا

أَيا عاذِلي جَهْلًا عَذَلْتَ عَزائِمي

فَفِيَّ أَنا قالَتْ دُهورٌ مَدائِحا

وَحَسْبُكَ أَنّي جامِحٌ في قَصائِدي

فَرُبَّ خَطايا فِـيَّ  كُنَّ صَوالِـحا

وَما نَعْتُ حالٍ في مُحالٍ تذاكِيًا

وَلكِنْ غَزَتْ ميمٌ حُروفًا كَوابِـحا

إِذا ما مَوازينٌ أَتَتْ في نَقائِصٍ

مَدَدْتُ يَدي بَسْطًا فَكُنَّ رَواجِحا

صَحِبْتُ أَساتيذًا فَأُسْتاذُهُمْ أَنا

وَذُقْتُ وُحوشًا لا تُرامُ ذَبائِحا

خَبُرْتُ الأَفاعي وَالسِّباعَ فَلَمْ تَكُنْ

كَمِثْلِ عُيونِ الرّيمِ فَتْكًا ذَوابِـحا

وَلَمْ تَرَني حُمـْـــرُ السِّنانِ غَنيمَةً

وَلا صُفْرُ أسْنانٍ بَسَمْنَ طَوامـِحا

أَلا صُبَّ في كأْسي الشَّرابَ فإنّني

سَكِرْتُ هُمومَ النّاسِ إنْ كُنْتُ سارِحا

وَعَقَّلْتُ في الأفْكارِ كُلَّ شَوارِدٍ

وَضاقَ عَلَيْها القَيْدُ إِذْ كُنْتُ جامِـحا

عَذَرْتُ بِها نَفْسي فَلَوْ خَرَجَتْ لَها

أَيادٍ لَكانَ النَّاسُ هَشْمًا قَوادِحا

وَقَدْ جاءَني بَـــرًّا رَسولٌ وَلمْ أَشَأْ

وَتَطْمَعُ لُـقْياهُ الـمُـلوكُ سَوابِـحا

وَأَدْنى كِتابًا لَوْ أَذَعْتُ بِسِرِّهِ

لَكانَتْ لَظى الأفْكارِ قَبْلُ مُمازِحا

و نَقْياً حَوى قَلْبي العُلومَ كأنَّهُ

مَلِيكٌ أَبى إلّا العَذارى تَناكُحا

بِـعِلْمٍ عَلَوْتُ النَّاسَ لا أَصْلِ عُصْبَتي

وَإنْ كانَ فَوْقَ النَّاسِ شَمْسًا مُبارِحا

وَإِنْ كُنْتُ مَنْ ضَنَّ الزَّمانُ بمِثْلهِ

لَمُجْدٍ لهُ قَوْلاً يُنيرُ القَرائِحا

وَإِنّي لَمُحْيٍ في القَصيدِ عِظامَهُ

وَمُخْرِجُهُ لَحْمًا يَزورُ الضَّرائِحا

وَشِعْري بِقوْلي: كُنْ، فَكانَ، فقُلْتُهُ

وَما لمْ يَكُنْ إنْ كانَ كانَ صَحائِحا

وَإنْ عَقَمَتْ فَهْمًا بقوْلي صَغيرَةٌ      

فَقَدْ بَلَغَتْ بَعْضٌ و كُنَّ لَواقِحا

وَإِنْ سُدَّ في الأَشْعارِ بابُ مَسالِكٍ

ضَحِكْتُ، فَفي جَيْبي مَلَلْتُ الـمَفاتِحا

أَلا يا (جُحا) نُقّادِ شِعْرٍ مَعاذِرًا

وَهَلْ يَفْهَمُ الجَحْشُ الّذي كُنْتُ شارِحا ؟!

خَبيئَةُ حُسَّادِ النُّفوسِ عَميقَةٌ

وَألْسِنَةُ الحَمْقى تَشِفُّ  القَبائِحا

وَبِنْتُ الحِمى تُعْطي العَفيفَةَ سِتْرَها

وَ (بِنْتُ الهَوى) غَيْظاً تُزيلُ الوَشائِحا

وَهَلْ طالتِ الكَفُّ النُّجومَ بقوْلِها:

تراكُنَّ أحْداقُ العُيونِ مَصابِحا؟!

وَهَلْ عِيْبَ يَوْمًا بِالسُّيوفِ تَرَفُّعٌ

إِذا ما عَلَوْنَ الحَرْبَ لَمْعًا لَوامِـحا ؟!

كَفاكَ بِأَبْياتي فُتُونًا بِأَنَّها

حَشِيمُ وُجُوْهٍ إنْ رَقَصْنَ شَوالِحا

وَهَلْ ضَرَّ أَبْياتي خُفوْتُ زَمانِها

فَإِنْ ضاءَ تاريخٌ أَضَأْنَ المــَسارِحا

وَكُلُّ زَمانٍ جاءَ قالَ أُهَيْلُهُ:

أَخِيرٌ، وَماتوا هُمْ وَعاشَ مُراوِحا

وَلا بُدَّ بِيدُ الإِنْسِ وَالجِنِّ عالِمٌ

بِأَنّي شُعاعٌ قَدْ عَلا الشَّمْسَ لائِحا

ب "بابِلَ" راياتي ب "مِصْرَ" ظِلالُها

يَرى العُرْبُ فيها ليْلَهُمْ كانَ صابِحا

وَ عادٍ بِخَيْلي أرْضَ كُلِّ شوَيْعِرٍ

و ماضٍ فإنْ عادوا أَعَدْتُ المذابِحا

و سابٍ مِنَ الذُكْرانِ خُمْسَ عُقولِهمْ

و أرْبعةَ الأخْماسِ أُنْثى موالِحا  

ولوْلا بعَرْشِ الشِّعرِ ساقي مَدَدْتُها

لأَسْرَرْتُ في نَفْسي الّذي كُنْتُ بائِحا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ايهاب الشباطات

ايهاب الشباطات

30

قصيدة

أديب و مفكر أردني، لديه ديوان شعر تحت الطبع بعنوان "يا سلام الرشيد" ، كتاب بعنوان "التوحيد و التصورات المسبقة" ، أشاد به عدد من النقاد الأدبيين مثل الأديب العراقي عبد الستار النعيمي الذي قام

المزيد عن ايهاب الشباطات

أضف شرح او معلومة