الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » عليه العِوَض ومنه العِوَض!

عدد الابيات : 45

طباعة

طغى عليكُن يُسْرُ العيش ، والترفُ

حتى قلاكُنّ – في المعيشة – الهدفُ

علمتُكُن أمورَ الشرع مُحتسباً

لأنني – من كتاب الله أرتشف

كم انتقيتُ من الكلام أعذبَه

حتى أوصّل ما أنوي ، وأنصرف

وكم أجبتُ سُؤالاتٍ شقيتُ بها

ما ضِقتُ ذرعاً بها ولا طغى الأفف

وكم نصحتُ بناتي أستعينُ على

إرشادهن ، ولي عزم وبي شغف

وكم حملتُ على الهُدى القلوبَ ، ولي

في كل قول دليلٌ خطه السلف

وكم صدعتُ بحق صَدعَ ذي حَنَفٍ

عسى يُفيدُ بناتي الصدعُ والحنف

وكم طرقتُ على الأبواب مرتقباً

أن تستجيبَ نفوسٌ غالها الصلف

وكم تحمّلتُ مُرّ القول في جدل

أشْربْنه مِذقاً مِن الألى انحرفوا

وكم لقيتُ من الأب الجهول أذىً

إذ كان دوماً معي يهذي ويختلف

وكم وعظتُ بلا كَلٍّ ولا مَلل

وعظ الذي بخِلال الخير يتصف

وكم أبنتُ عَويصاتٍ أنقحُها

بلا امْتعاض ، ولو أخطأتُ أعترف

وكم تكلفتُ لِينَ القول أجعله

درباً لجيل بفظ القول يلتحف

وكم رضِيتُ بأحوال يَضيقُ بها

مَن قلبُه مِن قضاء الله يرتجف

وكم تبسّمتُ للظروف عابسة

وكم عدَلتُ إذا أضنانيَ الجنف

أردتُكُنّ مناراً يُستنارُ به

في دُلجة العيش إما استأسدَ الطلف

أردتُكُن سُيوفاً أستعينُ بها

على تطاول مَن عابوا ومَن سخفوا

أقول: تربيتي هذي ، وتجربتي

بين الأنام ، ولي بذكرها الشرف

أقول: صُنّ الذي غرستُ مِن دُرر

ما ضاعَ دُرّي سُدى كلا ولا الصَدَف

وخابَ ظني ، وضاعتْ بعدُ أمنيتي

والعينُ قد دمعتْ ، وخيّم الأسف

ودمدمتْ حسرة في القلب لاعجة

لمّا تساوى العقيقُ الحُر والخزف

طغى التبرجُ مُختالاً بصولته

والجاهلية في الألباب تعتكف

وللبنات بها – يا للأسى وَلعٌ

إذ أصبح الوعيُ لمّا مِلن يُختطف

تبعْن للغرب في زلاته سُنناً

وعندهن استوى (الخَلاصُ) والحَشَف

ولو نظرت إلى (المِكياج) عن كثب

لقلت: ما مَرّ بالعقائل الحنف

ما للوجوه على الرجال قد كُشِفتْ

تروي عيونَ الألى بحُسْنها شغفوا

ما للشعور على الأكتاف مُرسَلة

تسبي عقولَ الألى أمامها ضعُفوا

ما للفساتين شرعَ الله ما احترمتْ

في حفلةٍ مُهجَ الزوار تختطف

ما للقدود اشتكتْ تضييق أحزمةٍ

كأن ما تحتها للناس ينكشف

ما للعباءات للغاوين قد فتحتْ

أواه كم يقتل الفضائلَ الترف

كيف استجبتُن للأعراف ما خضعتْ

لوازع الدين ، بل أودى بها التلف؟

كيف اتبعتُن مَن خابت طرائقهم

من الغواة الألى عن ديننا صدفوا؟

كيف انجرفتُن للحضيض في ملأ

عن البهائم – إي والله – ما اختلفوا؟

أين النصائحُ قد آنَ القيامُ بها؟

كأنما استمعتْ – لنصحيَ – التحف

هل كنتُ أبذرُ في البيداء منتظراً

أن يُثمرَ الزرعُ خابَ الوهمُ والخرف

أين الكتاباتُ ما أجدتْ صحائفها؟

اليوم تبكي على الترهل الصحف

أين الدواوينُ قد أهديتُ عن رغب

حتى يكون من الشريعة الزلف؟

وضعتموهن فوق الرف ، ما قرئتْ

وشمسُ صحوتها بالترك تنكسف

أقمتُ حُجة ربي ، واللقاءُ غداً

في موقف الحشر ، والأنامُ قد وقفوا

أبلغتُكُن بلا أدنى مواربةٍ

ولم يكن بالذي أبلغتُه كلف

وما كتمتُ عن الحجاب خردلة

إلا وبُحتُ بها ، إني لمعتسف

أجري على الله ، والأيام دائرة

وكم تُفاجئنا الأقدارُ لا الصدف

إلى الإله أنا برئتُ معتذراً

مما أتيتُن بئسَ الوضعُ والحِيَف

عليه – رغم الذي عانيتُه عِوَضِي

تهون في طاعة المهيمن الوُظف

ومنه – رغم بلائي بينكم عِوَضِي

وعند هذا الدعا مستبشراً أقف

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة