الديوان » صالح المنديل » ويح نفسي

يا ويح نفسي: 

يا ويح نفسي اذ خاب الرجا فيها تتأوه

 لا من الحرمان بل آه من كل ما فيها

فلا غدٍ مأمول يعللها املاً و لا  ما 

قد جنت بالأمس يُسكنها و يغشيها

عزيز على النفس ان تسري منهكةً و اعز 

عليها إن سكنت و قد خابت مساعيها

فهل بعد اليوم من ألم الصبابة لذة

و هل من سلوةٍ للنفس او مَن يواسيها

يا لائمي بالله تخبرني ما حل بالدار 

فأني اشكوا للدار شجوي في أهاليها 

بلغ سلامي فأهل الدار قد رحلوا 

و ما زالت الدار  تشجيني بأهليها 

أفلت نجوم نفوسنا و لم يعد سوى

حماقات الصبى و للأجيال نرويها 

تلك الديار التي عفت و تفرقت و قد 

عهدنا قراح الماء جارٍ في سواقيها 

ام بكت تلك الديار حزنا على الأهلين 

و على مر العصور لذا جفت مآقيها

رحلوا و سكنت حمام الأيك و الورقا

يميد بها الغصن تندب من يسليها 

قوموا حداداً على تلك الديار و أهلها 

تقاسي الديار اسى و تشكو من يداويها 

يا لهف نفسني و قد شح البنين لها إذا 

قضت هل في الدار من يبكي و يرثيها 

فلا العيش حلو المذاق تستجير به 

و لا النفس تجرأ يوماً ان تبوح بما فيها

فإذا اسودت و إدلَهمَّ سوادها لا  تكسر

 الآمال فالنفس ترجو الخلد في آخر لياليها 

عللها بمعسول الكلام و إن كان زائفاً

فالنفس تبني على طيب الكلام أمانيها 

فكم صرحاً من خيال بنيناه تعللاً و  

صرح الخيال أمسى كأفيونٍ يداويها 

تلك حوادث الأيام صرحاً فانياً 

عبثاً مقدرات لنا لتفنينا و نفنيها 

أن الحياةَ كهذي الأرض ذات العرض

و رثناها لنعمرها و رب يوم فيه نفنيها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح المنديل

صالح المنديل

232

قصيدة

طبيب و شاعر منذ ١٩٨٢

المزيد عن صالح المنديل

أضف شرح او معلومة