لكن!
١
لكنْ.. عنوانُ الندمِ!
عذراً.. لم يبقَ بوسعي
تبريرُ وجودي
من عدمي
هذا الحسُّ فضاءٌ عربي
بحرٌ مسكونٌ بالعجبِ
وحدي رحّالٌ وضيائي
قبطانٌ مصنوعٌ من
ألمي
رحّالٌ يا وطني..
وأنادي جهراً، لكن
وحدي فوقَ جبالِ الهِممِ
٢
وحدي أرفقتُ فؤادي
مع كلّ الرحلاتْ
وسألتُ خيالاً ورجالا:
من منكم يحملُ عنّي شوقي
وسهادي؟
من منكم يرسلُ حضني
وعناقي؟
من منكم يجمعُ آفاقي؟
أصحيحٌ جَلَدي ونفاقي؟
يا قومي
من منكم يُسمعُ نبضي
وحنيني؟
وحدي ودّعتُ فؤادي
وسألتُ القومَ عنِ الآتي
أترى فيهم حيٌّ؟
قد يدركُ يوماً آهاتي!
صمتَ الليلُ على صلواتي
وتبسّمَ عهدُ الأمواتِ
وحدي معَ همساتِ أنيني..
وأقولُ لنفسي
والحِيْرَة لفّت شرياني ووريدي
يا بحرُ لماذا أنقظتَ حياتي
وتركتَ أخي في أعماقِ سكوني؟
وحدي أهذي وجُنُوني..
٣
وسمعتُ صدى دمعٍ خلفَ البابْ
أتراها تبكي وطنا؟
أم تشكي بُعدَ الأحباب؟
أُمّي.. وضممتُ غصوناً وجنانا
نبعَ حنينٍ وجُمانة
يا كُلّ جواب..
آهٍ لو تدرين
بأيّ دروبِ البُعدِ أسير؟
يا أحلى من عُمرِ شباب
يا نوراً في كلّ عتاب
يا عُذراً فوقَ الأسباب..
وتركتُ ورائي خِلّاني
وعيوني
تهمسُ أُمّي..
لو أبقى أبدَ الدّهرِ هُنا، لكن
صمتت أمي..
لئعانق فيها جذري وأصولي
حتى ضحكَ السّحاب
٤
ساءلتُ كثيراً كلّ النّاس..
هل يهدأُ بعدَ الموتِ الإحساس؟
53
قصيدة