عدد الابيات : 16
أُرسميني وَهجَ حُبٍّ فوق أَوراقِ الخريف
و املَإي الُفرشاةَ وصلاً و ابدأي الضرب الخفيف
و اذرِفيهِ مثل دمعٍ من فراقٍ قاتلٍ
و اقطعي شريان شوقي و املأيه من النزيف
لم أَزَل في كل لوحات المودَّةً حاضراً
في زهور الريف فوق الغصنِ حتى في الرغيف
في المسانِد و الفراشي في أنابيب الطلاء
في عبوات الزيوت و داخل اللوحِ الكثيف
لم أزَل يا حلوتي أنسابُ من بين الدموع
من بقايا الذكريات و من إنارات الرصيف
قد رأيتكِ تُمسكين "الكوب" في ليل الشتاء
تخرجين و ترشقين هواء "تشرين" اللطيف
تنفخين بُرِقَّةٍ في "الكوب" بغية شُربهِ
ترشفين فتشربين فيبسم الثغر العفيف
تُمسِكين وشاح جِيدِك من هواءٍ باردٍ
ثم يعصف بغتةً كي يُظهرَ النحر الشريف
تخرجين و تسرعين لتلحقي ذاك الوشاح
فالتقيتك صدفةً فأشيح عنك كما الكفيف
كلنا يدري بأنَّ الشوق فينا مُضرَمٌ
و بأننا أعداؤنا و لبعضنا نحن الحليف
و بأنًٌَ غِيرةَ بعضنا من بعضنا من حُبِّنا
قد زاد مُرَّ بقائنا و الكذب فينا لن يضيف
فالتناقض تعسُنا بل بأسُنا و دمارنا
و ظلال هجرٍ خلفنا تجتاحنا مثل الرجيف
لم يكن يجدي البقاء و لم يكن يجدي الرحيل
و لم تكن تجدي الوعود فحال قلبينا ضعيف
ذنبنا هو أننا نهوى بكل براءةٍ
و نحب كل الخلق ِ حتى الزهرَ و الأرض الوريف
ذنبُنا أواهمُنا لا فرق حقا بيننا
أرواحنا مرآة بعضٍ و التشابه كم يخيف
لوحتان قريبتان من المسافة إنما
إحداهما باللون و الأخرى من الشعر الرهيف
34
قصيدة