عدد الابيات : 39
ما بيننا نبضٌ هَفَا، وهَوًى نَفَى
ما بيننا يا "فاسُ" أَنفاسٌ غَلَتْ
أَفديكِ حُسنًا وَانْجِلاءً يَرتدي
مَن لي بِحَرفٍ مُنصِفٍ لكِ، زاهِرٍ
فَعَلى البلاغةِ أَن تُريقَ بَيانَها
في حُبّ"فاسَ" أنا"الضّليلُ" أنا الّذي
وأنا الّذي مفتاحُ قَلبي غارَ في
هيَ "فاسُ" شاغفةُ الشغافِ بسحرِها
لا تعذلوه فقد أقام بها ولا
كيف الرحيلُ وقد غشَتهُ قِرًى فلا
إيلافُها عِند المَزارِ طَريقةٌ
ما الشمسُ إلا من بناتِ ضيائها
فَكسَت حدائقَها بِساطَ زُمرّدٍ
سَأَسُلُّ مِن ديباجَةِ الألحانِ في
لأصوغَها أُنشودةً وَشَّيتُها
صَدِّقْ عيونكَ إن رأيتَ ربوعَها
يَمِّنْ وَبَسمِلْ فالنهارُ هُنا صَحا
أَلقِ السَّلامَ فلَن يُساقَ لهُ صَدًى
ربّت على أسوارها.. سلها عن
وَاستنشِقِ الأمجادَ في أبراجِها
والماردُ المأسورُ في مِصباحها
يُحكَى بأنّ الأَسْرَ طابَ لَهُ فَلا
هُوَ مُخلصٌ في حُبها.. ما هَمَّهُ
ليظلَّ اِسمُكِ شمسَ عِلمٍ أشرَقَت
ويظلّ كعبُكِ سؤددًا...لا يستوي
ومدينةٍ ليسَت لَهُنَّ مدينةً
وجوامعٍ ومدارسٍ بنتِ العُلا
فهنا ترعرعتِ العلوم براعمًا
بوّابة الأزمانِ والأوطانِ يا
يا "فاسُ" تيهِي بالدّلالِ فحيثُما
إنّ الفُنونَ المُذهلاتِ جميعَها
والمجدُ مُذ تُوِّجْتِ دَهرًا أُمَّهُ
ومُعزَّزًا عَلمُ الهدى مِن بعدِ"مَكّةَ"
وهُنا تَآلفَتِ العُروقُ دَمًا دَمًا
وهُنا القبابُ تَضِجُّ ذاكِرةً إذا
إنّ الحضارةَ قصّةٌ فاسِيَّةٌ
أُمُّ العواصمِ بعدها شَحَّ النَّدى
22
قصيدة