الأمّهات باقيات بعد نهاية الحرب
مع سحب المساء
تعكس ظلّاً من الضباب على
وجه مغطّى
بالدّمع والتّراب
أحضرن بيوتهنّ كاملة
للذي تأخّر في الإياب
وأنكرن سطوة الموت
في تسمية الغياب
حيث المختفون في الجهة الأخرى استفاقوا
بعد فوات الوقت أحراراً من الطبيعة المُضلِّلَة
الأمهات اللواتي ينتظرن في ثوب المنزل
النائب الآتي من خلف مكتبه بالزّيّ العسكريّ
أمهات بطلهنّ الوحيد
يسيل دماً في رسالة
إنّه أصغر من جرح لامس حتّى الموت دمه
وأقلّ شهرة من كلمة وداع عند نهاية الحياة
استلقى على ألمه الشخصيّ
وفي هلوسته أعاد الذاكرة
كيف أطلق النّار على السماء
وعاد مع أوّل الرّصاص
محمولاً في الهواء
سيّدات اللّحاف الأسود
تحت ظلامٍ غير مألوف
يسردن قصّةً طويلة عن الدّموع المخزَّنة
لمن صار وجهه قمراً مسحوقاً
في كلّ ليلة
شاعر عماني، أصدر ثلاثة دواوين شعرية
ليل قصير عن دار التكوين، صورة عكسية للفاو عن دار أزمنة للنشر والتوزيع، النعي الأخير عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع...