عدد الابيات : 36
اسْتُبْـدِلَ الْمَفْهُومُ وَانْزَاحَتْ قِيَمْ
صَارَتْ بَلَى مَعْكُوسَةً لَيْسَتْ نَعَمْ
مَا بَالُنَا تُهْنَا فَمَا عُدْنَا نَعِي
مِنْ مَجْدِنَا حَـرْفًا فَقَدْ نَاحَ الْقَلَمْ
أَخْلَاقُـنَا مُذْ غَادَرَتْ وَاسْتُنْزِفَتْ
الْأُمَّةُ انْقَادَتْ بِخُسْرَانِ الذِّمَمْ
الْـعَـيْنُ غَابَـتْ عَاثَ نُـورَهَا الْـعَـمَى
وَالـنُّـطْـقُ بَاكٍ زَادَ مِنْ قَهْرٍ صَمَمْ
والْآهُ شَاخَتْ لَمْ يَعُدْ مِنْهَا رَجَا
وَالْبَعْـضُ صَمْتٌ أَبْكَمٌ مِثْلُ الصَّنَمْ
سَقْفُ الْفَخَارِ اهْتَزَّ مِنْ كُثْرِ الأَسَى
لَا بَلْ عِيَارُ الْعَـزِّ خَارَ وَانْهَزَمْ
هَيْهَاتَ أَنْ تَحْظَى دِيَارٌ بِالْحِمَى
إِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا رِجَالَاتٌ هِمَمْ
نَيْلُ الْحُقُوقِ بَاتَ مِنْهُ الْمُشْتَكَى
أَمَّا انْتِهَاكُهَا فَأَمْرٌ يُحْتَرَمْ
هَيْهَاتَ حَتَّى لَوْ تَبَاكَيْتُمْ ضُحًى
فَالْأَرْضُ كُلُّ الْأَرْضِ ضَاعَتْ فِي الظُّلَمْ
ذَاكَ الْجِمِيلُ صَارَ إِرْهَابًا لَظَى
أَمَّا اغْتِصَابُ الْأَرْضِ قَطْعًا لَا أَلَمْ
مَا عَادَ فِـي الْأَرْجَاءِ إِرْثُ نَخْوَةٍ
كَأَنَّـمَا الْأَرْوَاحُ سِيقَتْ مِنْ عَدَمْ
فَالْفَاتِحُـونَ اللَّاحِقُونَ اسْتَسْلَمُوا
وَزَادَهُمْ ضَعْفًا جُحُودُ ذِي النِّعَمْ
صَاغُـوا لَهُمْ مُفْتِينَ مِنْ عِلْجِ الْوَرَى
هَانُوا فَـذَلُّوا عَـجْزَ يَأْسٍ أَوْ سَقَمْ
وَشَرُّ بَلْوَانَا بَنُو صِهْيُونَ إِذْ
تَجَمَّعُوا وَالْأَصْلُ أَنَّهُمْ لَممْ
وَصَاحِبُ الْحَقِّ ابْنُ هَذِي الْأَرْضِ لَا
هٍ فِي هُمُومٍ لَا تُرَاعِيهَا الْقِمَمْ
حَفْلٌ يَرُوحُ أَوْ يَـجِيءُ دُونَمَا
حَلٍّ وَلَا أَدْنَى انْخِفَاضٍ لِلسَّأَمْ
وَالْأُمَّتَانِ فِي سُبَاتٍ كَامِلٍ
أَوْ فِي سُكَاتٍ فَالْعَصَا سَيْفٌ صَرِمْ
أَوْ رُبَّمَا تَـحْكِي اللَّيَالِي فِي الدُّجَى
حُكْمًا بِأَمْرِ مَارِدٍ هُوَ الْحَكَمْ
وَالْوَيْلُ كُلُّ الْوَيْلِ تَهْدِيدِي أَنَا
فَالْأَمْرُ لِـي وَحْدِي بِهَيْئَاتِ الْأُمَمْ
فَاصْمُتْ فأَنْتَ لَسْتَ مِنْ ذَاكَ السَّنَا
اصْمُتْ وَإِلَّا جَاءَكَ الْأَمْرُ الْوَجِمْ
قَدْ فَاتَ مِنْ أَمْرِ الْـقُدَامَى مَا جَرَى
فَالْـيَـومَ يَوْمِي لَيْسَ فِيكُمْ مُعْتَصِمْ
فَلَا تَقُلْ كُنَّا لِأَزْمَانٍ خَلَتْ
أَسْيَادَ فَتْحٍ مَاجِدٍ لَا نَنْهَزِمْ
وَلَا تَقُلْ مِنْ حَوْلِنَا جَارٌ لَنَا
فَالْجَارُ أَلْهَتْهُ الْأَنَا لَا يَحْتَكِمْ
ذَاكَ الزَّمَانُ ضَاعَ مِنْكُمْ وَانْتَهَى
لَا بَلْ هُزِمْتُمْ وَانْتَسَتْ تِلْكَ الشِّيَمْ
كُنْتُمْ أُسُودًا يَـوْمَ كُنْتُمْ عُصبَةً
وَالْيَوْمَ ضِعْتُمْ إِذْ أَضَعْتُمْ مَا لَزِمْ
لَمَّا تَنَازَعْتُمْ تَفَرَّقْتُمْ قِوًى
بِتُّمْ خَزَايَا تَقْتُلُونَ بَعْضَكُمْ
سُحْقًا لَـكُمْ غِبْتُمْ فَضَاعَ مَا مَضَى
وَاخِزْيُكُمْ مَا مِنْ رَشِيدٍ أَوْ حَكَمْ
رُحْتُمْ تُؤَاخُونَ الْعِدَا حَتَّى طَغَوْا
صِرْتُمْ عَبِيدًا تَطْعَنُونَ مَنْ ظُلِمْ
هَلْ تَسْمَعُونَ الْـقَوْلَ هَلْ أَنْتُمْ هُنَا
تَبًّا لكُمْ نِمْتُمْ فَلَا مَنْجَى لَكُمْ
يَا حُزْنَ أَسْلَافٍ هَدَمْتُمْ مَا بَـنَـوْا
يَا بُـؤسَ أَجْيَالٍ سَتَأْتِي بَعْدَكُمْ
هَا قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ فِيكُمْ عِلَّةً
تَسْتَلْزِمُ الْإِصْلَاحَ لَوْ فِيكُمْ شَمَمْ
وَا حَسْرَتِي ذَلَّتْ رِجَالَاتُ الْحِمَى
وَالْأُسْدُ خَانَتْ أَصْلَهَا صَارَتْ غَنَمْ
كَمْ تَاهَتِ الْأَنْفُسُ إِذْ غَوَتْ وَكَمْ
غَابَتْ عُيُونٌ فِي مَتَاهَاتِ النَّدَمْ
مَا بَالُ قَوْمِي أَيْنَ هُمْ أَيْنَ اخْتَفَوْا؟
مَا بَالُـهُمْ خَرُّوا لِتَقْبِيلِ الْقَدَمْ
يَا غَزَّةَ الْأَمْـجَـادِ يَا نَـبْـضَ الْـوَفَا
أَنْـتِ الْمُنَى وَالْغَيْرُ أَذْنَابٌ رِمَمْ
يَا غَــزَّةَ الْأَحْرَارِ ثُورِي وَارفَعِي
سَبَّابَةً عُلْيَا؛ فَوَعْدُ الْحَسْمِ تَمْ
15
قصيدة