دَلَفتُ إِلَى غُرفَتِي فِي الشِّتَاء
لِيَومٍ طَوِيل
وَحُلمٍ يُشَابِهُهُ المُستَحِيل
وَقَفتُ عَلَى النَّافِذَه
أُحَيِّي المَسَاء
أَحَيِّي الشَّوَارِع
أُحَيِّي الصُّمُود
أُصَارِخُ نَفسِي بِصَمتٍ
فَهَل مِن رُدُود
فَكَيفَ يَكُونُ الحُزِينُ بِحَالَة
تُوَلِّدُ مَعهَا جَمَالَ السَّمَاء
وَكُلُّ السِّعَادَةِ غَادَرَت
وَأَصوَاتُ بَاعَةِ هَمِّ الظِّلَال
وَ تَحتَ الشُّمُوس
تَسَدَّلَ كُلُّ سِتَارِ الوُعُود
هُدُوءٌ يَعُمُّ الصَّبَاحَ الحَزِين
وَ فَوضَى تَعُمُّ المَسَاء
فَكَيفَ أَعُود
وَقَلبِي مَلِيءٌ بِصَبرِ السِّنِين
وَصَوتٌ كَمِيلَادِ حُزنٍ أَنِين
وَحَشدٌ عِلَى جَسَدِي
كَدَعسِ الجُنُود
وَصَرخَاتُ مَوتٍ
كَبَعثِ النُّفُوسِ
عَلَى فَجأَةٍ مِن لُحُود
وَ خَلفَ النَّوَافِذْ تَعِبت
جَلَستُ لِأُنهِي التَّحِيَّة
لَزِمتُ بِصَمتِي
كَأَنِّي مَسَلسَل
بِقَيدِ القُيُود
وَحَيٌّ وَمَيْتٌ بِذَاكَ الرِدَاء
وَأَسمَعُ صَوتَ الشِّتَاء
وَيُلقِي التَحِيَّةَ أَيضاً
سَتَهلَكُ حَقّاً
تَرَاقَص مَعِي
تَنَاغَم مَعِي
فَإِنَّكَ طِينٌ وَ مَاء
وَدَع عَنكَ جَلدَ الرُّعُود
أُحَاوِلُ طَردَه
فَأَغلَقتُ نافِذَتِي
وَأَسدَلتُ كُلَّ السَّتَائِر
لِأَرمِي بَنَفسِيَ فَوقَ السَّرِير
وَضَعتُ السُّدُود
وَصَوتٌ يُنَادِي
صَدِيقِي القَدِيم
صَدِيقِي الَّذِي أَطرَبَ
بَغِيرِ لُحُونٍ وَعُود
صَدِيقِي الشِّتَاء
تَمَهَّل قَلِيلاً
فَهَلَّا تَعُود
صَدِيقَي حَزِيناً يُغَادِر
وَلَا أَعلَمُ الوَقتَ حَتَّى يَعُود
وَفِي أَيَّ وَقتٍ سَنَلتَقِي
فَأُخبِرُهُ أَنَّهَا فَوضَتِى
وَفَوضَى المَسَاء
وَفَوضَى الشِّتَاء
وَفَوضَى الرُّدُود
وَأَنِّي غَداً سَأَكُونُ
بِلَحنٍ جَدِيد
أُرَافِقُهُ لِجُنُونِ اللَّيالِي
وَيُخبِرَنِي قِصَّةً
وَيُنسِيَنِي قَصفَ بَرقِه
وَقَصفَ الرُّعُود
وَيُخبِرَنِي غَايَتِي فِي الوُجُود
3
قصيدة