الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » الجهل سلاح المرتزقة!

عدد الابيات : 54

طباعة

كُفوا عن الإفكِ والبُهتان تغريرا

لا يَقبلُ العقلُ مما قِيلَ تبريرا

مَلأتُمُ الكونَ تحريفاً تضِيقُ به

ذرعاً نفوسُ الألى ذمُّوا الأساطيرا

تُبدِّلون كلامَ الله صُبحَ مَسا

لكي تُضِلوا بذا الصُّنع الجماهيرا

وتهرفون بما لا تعرفون ضُحىً

وكم نُعَيَّرُ بالجُهال تعييرا

فكم ضَللتُم سبيلَ الحق عن رغب

وطِبتُمُ بالذي جئتم أساريرا

وكم لويتُم نصوصَ الشرع في صلفٍ

حتى غدوتُم بذا جُنداً تياهيرا

وكم أطعتُم دَهاقينا لترتزقوا

وخاب سعيٌ غدا للظلم مأجورا

وكم سلكتُم دروبَ الغي يسبقكم

هتافة نفخوا فيها المزاميرا

وكم بكم وُئدتْ أفكارُ مَن رشدوا

مَن بصَّروا الناسَ بالإسلام تبصيرا

وكم حملتُم سيوفَ الغدر تشفية

ثم اتخذتُم لِمَا يأتي التدابيرا

وكم رميتُم بطيش العقل مَن بَصُروا

بالحق حتى غدا التسفيهُ مَشهورا

ماذا تقولون يوم البعث يا هَمَجاً؟

هل تجهرون بضِيق العيش تبريرا؟

يوماً تقولون: كنا طوعَ سادتنا

ما ذنبُ عبدٍ غدا للظلم مأمورا؟

أتقتدون بمن في غيِّهم سَدَروا؟

وفي الفساد اقتديتُم بــابن باعورا

اليوم جيئ بكم تُناظِرون فتىً

ما جاء منقصة ، ولا افترى زورا

بالحق جاهرَ ، لم يَعبأ بعاقِبةٍ

ولم يَخفْ في الذي قال المحاذيرا

وقال: لا تُمنح الزكاة مرتزقاً

وساقَ للنص توضيحاً وتفسيرا

مادام ذا راتب يكفي معيشته

ووُفرتْ عنده الحاجاتُ توفيرا

والدارُ قد مُنِحَتْ ، والكهرباءُ بها

بدون دَفع ، فليستْ تلك تأجيرا

وليس ذا ولدٍ عَزتْ مَؤونتُهم

وما استطاع لهم في العيش تدبيرا

وعنده حُرمة زادتْ جواهرُها

على النصاب بها تُشجي القواريرا

وبالبلاد عِقاراتٌ وأبنية

والمالُ مُدَّخرٌ في البنك توفيرا

والآن ينتظرُ الزكاة يُرزقها

حتى يُوَقر مَن يُعطيه توقيرا

ما استعففَ النذلُ عن أموال مَن جهلوا

إذِ ارتآها عطاءً بات مقرورا

مما حدا بالخطيب الشهم همتُه

أبتْ عليه سُكوتاً ليس مشكورا

فصاغ خطبته عن حالةٍ طرأتْ

وحَبَّرَ النص في القِرطاس تحبيرا

وحققَ الخطبة العصماءَ ، زبدتُها

ستجعلُ الخصمَ في التنظير مدحورا

ووقرَ الناسَ مَن غذى مسامعَهم

والكل حياً نزيهاً بات مأجورا

لكنَّ شِرذمة زاغت بصيرتُها

فشهرتْ بالخطيب العَف تشهيرا

وناولتْه مِن التحقير حِصتها

بل حقرتْ قوله المَوزون تحقيرا

واستعدَتِ العِلية التي لها استمعتْ

وسطرتْ كيدَها في الفاكس تسطيرا

وبعد حين له حِيكتْ مناظرة

حتى يُناظرَ أهلَ السوء تنظيرا

فأقبلوا ، وعلى الوجوه عنبسة

وأوقدوا في لقاء الفذ تنورا

تسابقوا في الهجاء المُر تصدية

فأصبح الرجلُ المِغوارُ محصورا

والسخرياتُ لها الأصداءُ صارفة

عن الحقائق مَن أراد تنويرا

كأنما اتفقوا على مؤامرةٍ

كي يُربكوا مُشرفاً أراد تفكيرا

فقائلٌ: أنت مجهالٌ تُضَللنا

وصِرت بالخطبة الرعناء مغرورا

وقائلٌ: فالتمسْ يا صاح مدرسة

وصَبِّر النفسَ إنْ دَرَّسْت تصبيرا

وقائلٌ: كيف تُفتِي يا أسيرَ هوىً

تحتاجُ فتواك ترتيباً وتقديرا

وقائلٌ: هل تعض اليدَّ قد بسطتْ

لك العطاءَ بلا رأي ولا شُورى

وقائلٌ: خطبة بالعيد ما اقترنتْ

وإنْ تكنْ وجدتْ غوغا وجُمهورا

وقائلٌ: فاعزلوا مُرَوِّجاً فِتناً

قد خلفتْ في ضواحينا أعاصيرا

وقِيلَ: فلنستمعْ لنص خطبته

هيَ الظلامُ بدا ، وما احتوتْ نورا

فقال: كلا ، وصوتُ الرفض منحسمٌ

ولم يُمّرِّر مرادَ القوم تمريرا

وزاد: للعلم أقوامٌ به عُرفوا

فأحضروهم ، وليس الأمرُ تخييرا

فشُكلتْ لجنة مِن سادةٍ عُظما

بهم تعطرتِ الأجواءُ تعطيرا

جاؤوا ثلاثتُهم في هيبةٍ عُلمتْ

وما اشتكى المجلسُ الجريحُ تأخيرا

وقرروا صحة النصوص أجمعِها

وبشَّروا ذلك الخطيبَ تبشيرا

وكل مُرتزق بدتْ سريرتُه

بخطبةٍ كَشَّفتْ لنا الأساريرا

وأخمدتْ نارَ قوم بالهدى ارتزقوا

دهراً ، وزادهمُ التطويعُ تخسيرا

والله أركسَهم قطعاً بما اجترحوا

لمَّا أرادوا لنور الحق تغييرا

واجتثتِ الخطبة الزهراءُ باطلهم

وعكرتْ صفوَهم في التو تعكيرا

وأوهنَ الله كيداً يَجهرون به

وإفكُهم بات في التنظير مهجورا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة