في حانةِ هاكوب كلنا صحاة
وهاكوب ناعسا يمرّر الكؤوس
يقول نديمي:
1
كثرتْ حفلاتك التنكرية يا وطن حتى نسيت وجهكَ الحقيقي
وكمباراة كرة قدم مسجلة أعلم نتيجتها مسبقا
هكذا أصبح الحب عندي
فارغة حياتي
مثل كيس يتطاير في الشارع وما من أحد يلتقطه
لو كنتُ أعلم أني لن أراك ثانيةً لبقيتُ صاحيا
أكتشف كل جزء منك كما يفعل المحقق بمكبرته
أمام الجثة
أما الليل يا حبيبتي
حانة كبيرة وأنت في كل كأس
أمامي تمرين على هيئة كل راقصة
هنا كما كل شيء
عري واسع
والليل كما أنتِ عار وغامض
وأنا مثل جمرة منطفئة في الظلام
أبحث عن جهة الريح
خذني إليك فقد أنهيتُ كل واجباتي الوظيفية
ووضعتُ دفاتري في حقيبتي
2
في البحر كل شيء يبدو رخيصا الماء
الرمل
اللحم
المرجان فضلات أمعاء البحر
والحصاة عظامنا المنسية
أين هي أصواتنا كي تحكي كل هذا السر
وما هذه الأصفاد أيها الجسد
سقطتُ سهوا
روح أخطأت الجسد
لا يمكن أن يكون لي
لماذا أصبحت الحياة كلها على نفس واحد
لماذا صعبا أمسى علينا أن نتنفس
هكذا الآن، نَفسي تخرج بطاقتها
وأنا أبحث عن بطاقتي الضائعة
وحين لا أجدها أهرب منها
من أنين الشارع الطويل
حين يمر الغيم سريعا ولا يُرمى إليها زهرة مطر
لذا كلما تتكاثر المشاكل تكاثري حولي كأي خلية لا متناهية
3
صوت مفتاح أبي في الباب
صوت أواني أمي في مطبخها
قلقة علي
وأنا كلقلق نزق غير مكترث بكل هذا النزف
تقول أمي: زودتنا بما يكفي من الحطب لكل ما تبقى من حرائقنا
ولكن حين تعود أي حيوان ستسلخ
لتتدثر بجلده وصدرك غابة عارية
وأنت مازلتَ ذلك القصير الذي يحلم بأن يصل لكل نافذة
كي يفتحها للعالم
.........
الآن أصبحت يدي أطول
لكنّها تغلقُ كل نافذة مفتوحة
بعد أن أصبحت الشمس عاطلة عن العمل
مشردة تبحث في الحاويات عن قوتٍ
كي تملأ بها مدفأتها
قصيدة