انظر هناكَ لغزةِ الأحرارِ
   أبصِر بهِم هِمَماً لأخذِ الثارِ
  من معتَدٍ غصباً على الأمصارِ.
  ودعاهُ كسرُ مرارِ الاستعمارِ.
  سبِح باسمِ اللهِ يا قسامي.
  أنتَ الكرامةُ كنتَ للألمِ الدوى
  أنتَ الصمودُ أمامَ عُربٍ قد هوى
  عانَيْتَ جُرحَ الفقدِ والقلبُ اكتوى
  ذكرتَنا أنَّ انكسارَكَ ما انطوى
  قاسَيتَهُ تبعاً على الأعوامِ.
  في كلِ صبحٍ مع تغاريدِ الحجَل
  يدنو إليكَ بوقعِهِ صوتُ الأجل
  حييتَهُ من دونِ خوفٍ أو وجَل
  ودعتَ أهلَكَ وانطلقتَ على عجَل
  تصبو لنيلِ شهادةِ الأحلامِ.
  للأرضِ هبَّ شهيدُها ووليدُها.
  دونَ الكرامةِ لا يُقلَّدُ جيدُها
  لا يستوي أسدُ الشرى ويهودُها.
  لا تستريحُ معَ الكلابِ حدودُها
  قوموا لها يا دُرَّةَ الإسلامِ.
  ما زادَكُم إيمانُكُم إلا حلا
  عنوانُكُم أرضي العزيزةُ أولا
  آمِن بأنَّ النصرَ نحوكَ أقبلا
  ما اللهُ ودَّعَ ناصريهِ وما قلا
  أبشر بعونِ اللهِ يا قسامي.
  يا أمةَ الإسلامِ قومي تبختري
  تيهي وزيدي من دلالكِ وافخري
  أشبالُكِ هزموا دعاةَ المنكَرِ.
  زلزالُ غزةَ لا يقاسُ برختَرِ
  هزَّ اليهودَ بنقعِ سمٍ دامي
  يا غزتي يا غزةَ الأبطالِ
  أخزيتِ كلباً ساقطاً متعالي
  أسكنتِهِ بملاجئِ الإذلالِ
  حرمتِ ريحَ أمانِهِ بنضالِ
  وشريتِ محضَ كرامةٍ بحِمامِ
  لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ مؤكدا
  حتى يكونَ على الإباءِ مخلدا
  يمشي لأقصاهُ العزيزِ موحِدا
  متشبثاً مسرى النبيِ محمدا
  يحميهِ من زانٍ وابنِ حرامِ
  فمتى يزولُ الظلمُ والعدوانُ
  عن غزةٍ عانت وأهلُها عانوا
  ومتى يموتُ السجنُ والسجانُ
  وإلامَ يسكتُ بعضُنا الخوانُ
  ليسَ اللسانُ بسبِهِم بمُلامِ
  بثَّت على أصدائِها الشاشاتُ
  حنَقاً تُشنُ لأجلِهِ الغاراتُ
  مسحت عوائلَ كلهم أمواتُ
  إلا رضيعاً ترتجيهِ حياةُ
  ليكونَ صوتَ قضيةٍ ومحامي
  هي مرتانِ مضت على الإفسادِ
 والوعدُ آتٍ نيلُهُ بجِهادِ
  أرضُ الكرومِ ستنمو بالأمجادِ
  ويهودُ صهيونٍ إلى استعبادِ
  ما الحرُ إلا غزةٌ لكِرامِ