يا بِلَاداً مِن خَرِيْفْ
يا بِلاداً عِشْتُهَا فِيْ ظلّ زِيْفٍ
زَهْرُهَا مُعْتَقَلٌ
وَالصوْتُ فِيْهَا مُقْتَلَعٌ
والبُطُونُ الخَاوِيَة
تَحْتَ رَأفةٍ مِنْ رَغِيْفْ!
(2)
فِي دِمَشْقِيْ
يَاسَمِيْنُ الحُسْنِ دَمْعٌ
دَيْدَنُ التأْرِيْخِ قَمْعٌ
بَرَدَى العُشَّاقِ شَمْعٌ
مُسْتَحِيْلُ الأمْرِ حَاصِلْ..
والذي حَلّ بِنَا.. عَجْزٌ
سَيَجْرِي فِي عِظَامِ العُربِ كي
تَهْوِي المَفَاصِلْ..
(3)
يا جباناً في تراثِ الذلّ قابعْ
أنتَ تَمْشِي في نَعِيْمٍ ليس لكْ
ضرْسكَ المَاسِيُّ ملْكٌ سِيْقَ لكْ
لا تَسَلْنِي عَنْ زَمَانِي،
لا أَرَى شَوْقَاً أَمَامِيْ،
فَالجَمِيْعُ اليَوْمَ رَاحِلْ
والجمِيْلُ الآنَ آفلْ..
والطَّعَامُ الحلو مُرٌّ للذي
فَقَدَ الإحْسَاسَ فِي موتِ الأَصَابِعْ..
(4)
سَالِمٌ قُبْحُكَ يَا حَاكِمْ
منذُ أَنْ دَمّرْتَ بَيْتَ الذكْرَيَاتْ
وَأَنَا مُلْقَى هُنا أسألُ وجهاً تحتَ جِسْرٍ يَتَهَاوَى..
هل تُرَانَى عَائِدُوْنْ؟
أم تُرَانَى مَيِّتُوْنْ؟
يا بِلاداً حُجّرتْ في كفِّ ظَالمْ..
53
قصيدة