الديوان » زكي العلي » لقاء على هامش الليل

عدد الابيات : 50

طباعة

 

 

لَهْوَاً عَلَى الدَّرْبِ كُنَّا نَرْكُلُ الحَجَرَا

 

وَنُنْشِدُ الشِّعْرَ مَكْرُوْرَاً وَمُبْتَكَرَا 

 

كَانَتْ تُحَرِّكُ فِيْ اللَّاشَيْءِ إِصْبَعَهَا

 

فَتُصْبِحُ الأَرْضُ سَقْفَاً وَالسَّمَاءُ ثَرَى

 

أَنَا وَأَنْتَ صَدَى تَعْوِيْذَةٍ قُرِئَتْ

 

 عَلَى التُّرَابِ وَسَمَّتْ سِحْرَهَا بَشَرَا

 

قَالَتْ وَأَبْرَقَ رَعْدٌ فَوْقَ جَبْهَتِهَا

 

وَأَزْرَقُ المَدِّ مِنْ أَحْدَاقِهَا انْحَسَرَا

 

كَمْ عُمْرُكَ الآنَ؟ عُمْرِيْ غَيْمَةٌ مَطَرَتْ

 

عَلَى الرَّصِيْفِ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ مَطَرَا

 

قَطَعْتُ مَافَاتَ أَقْفُوْ دَرْبَ أَخْيِلَتِيْ

 

مَعَ النَّهَارِ، وَلَيْلَاً أَحْرُسُ القَمَرَا

 

سَعْيَاً إِلَى الغَارِ لَوْحِي تَحْتَ أَرْدِيَتِيْ

 

حَيْثُ اليَنَابِيْعُ يَجْرِيْ مَاؤُهَا سُوَرَا

 

أَصِيْحُ: يَا وَاهِبَ المَعْنَى (انْتَخِبْ) لُغَتِيْ

 

عَلَى اللُّغَاتِ وَبَارِكْ عُزْلَتِيْ سَحَرَا

 

مَا قِصَّةُ الحُزْنِ؟ حُزْنِيْ تَقْصُدِيْنَ؟ نَعَمْ

 

بِهِ عُجِنْتُ وَبِيْ مُذْ نَشْأَتِيْ اخْتَمَرَا

 

حُزْنَاً لِمَنْ عَادَ مَجْرُوْحَاً لِقَرْيَتِهِ

 

وَأَطْعَمَ النَّارَ مَاقَفَّى وَمَا نَثَرَا

 

حُزْنَاً عَلَى الشِّعْرِ لَمَّا كُنْتُ أُنْشِدُهُ

 

أَنَا وَنَخْلَةُ أُمِّيْ كُلَّ مَنْ حَضَرَا

كانت ترتل أبياتي لضرتها

كما ترتل فجرا سورة الشعرا

تمر بالبيت موزوناَ فتكسرهُ

فداؤها الشعر موزوناَ ومنكسرا

حُزْنَاً لِبَغْدَادَ؟ شَرْخٌ فِيْ هُوِيَّتِهَا

 

طَفَا عَلَى المَاءِ وَالنَّخْلِ الَّذِيْ أُسِرَا

 

تَقُوْلُ وَالخَوْفُ جَاثٍ فَوْقَ هَامَتِهَا:

 

لِفَرْطِ مَا خِفْتُ لَا أَسْتَشْعِرُ الخَطَرَا

 

عَمْيَاءُ وَالْلِّصُّ عَنْ نَفْسِيْ يُرَاوِدُنِيْ

 

وَفَاجِعُ الخَطْبِ أَلَّاْ يَعْبَأَ الخُفَرَا

 

َ

 

مَاذَا عَنِ الحَرْبِ؟قُلْ لِيْ هَلْ رَبِحْتَ بِهَا؟

 

كَلَّاْ، هُزِمْتُ وَخَصْمِيْ عَادَ مُنْتَصِرَا

 

هَلْ كَرَّمُوْكَ؟ أَتَى بِالْأَمْسِ مُوْفَدُهُمْ

 

دَسَّ الشَّمَاتَةَ فِيْ ضِلْعِيْ الَّذِيْ كُسِرَا

 

 

 

الآنَ أَسْأَلُ يَاْ نَبْضَاً بِأَوْرِدَتِيْ

 

وَسَامِحِيْنِيْ إِذَاْ مِنِّيْ أَذَىً بَدَرَا

 

عَيْنَاكِ وَالبَحْرُ مَاْ سِرُّ اشْتِرَاكِهِمَا؟

 

بِزُرْقَةِ الْلَّوْنِ قَدْ وَلَّهْتُمَا البَشَرَا

 

هَذِيْ الأَصَابِعُ قَبْلِيْ هَلْ لَمَسْتِ بِهَا؟

 

شَيْبَاً فَعَادَ نَدِيَّاً غَامِقَاً نَضِرَا

 

مَاذَا عَنِ البَيْتِ كَمْ تَنْأَى مَسَافَتُهُ؟

 

عَمَّنْ تَجَمَّدَ فِيْ عَيْنَيْكِ وَاسْتَعَرَا

 

قُمْ نَذْهَبِ الآنَ، بَيْتِيْ فِيْ الزُّقَاقِ وَقَدْ

 

تَنَاصَفَ اللَّيْلُ، وَالنِّصْفُ الكَئِيْبُ سَرَى

 

لِنُغْلِقِ البَابَ وَلْنُطْفِئْ هَوَاتِفَنَا

 

أَمَا كَفَاكَ نَهَارَاً رُفْقَةُ الشُّعَرَا؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن زكي العلي

زكي العلي

6

قصيدة

شاعر عراقي لديه خمس مجموعات شعرية

المزيد عن زكي العلي

أضف شرح او معلومة