يا لُجَّةَ الصَّحراءِ يا صَرحًا بَدَا
للنَّاظِرينَ مُمرَّدًا ومُشرِّفا
ضربَت بأوصالِ الحياةِ جُذورَها
وتَنَفَّسَ العُرجونُ عِشقًا مُرهَفَا
لو لَم يَكُن في العِزِّ غيرَ شُموخِهَا
لتَربَّعَ المفتونُ فَخرًا واكتَفَى
هي واحَةُ البَيداءِ مَهدُ فَسائل
عَينٌ كشَمسِ الصُّبحِ يملَؤها الصَّفَا
هي دَارُ عزٍّ إذ نَمَت وتَألَّقَت
عَرَجَت سُمُوًّا في السَّحابِ مُرَفرِفَا
ما الحبُّ في الأشعارِ إلَّا نَخلةٌ
سَحَرَت بَيانَ النَّاطِقِينَ تَصرُّفا
هَزَّت قُلوبَ الحَالِمِينَ بِجِذعِها
واسَّاقَطَت عِشقًا عَليهِم مُترَفَا
نَسَجَت على سَعَفَاتِها ما لم يَكُن
بِخواطِرِ الحُسبَانِ شَيئًا خَاطِفَا
فيها مِنَ الثَّمَراتِ رِزقًا طَيِّبًا
وتَجودُ من خَيراتِهَا كَمَنِ احتَفَى
أيقونَةٌ لِلمُعجِزَاتِ بِأرضِهَا
مَاسَت بِجِذعٍ مُستَقِيمٍ أهيَفَا
نَثَرَت مِنَ الرَّملِ الكَئيبِ بشائِرًا
وإلى طَريقِ المجدِ فيها كَم هَفَا
16
قصيدة