عدد الابيات : 29
هل هاجَرَ الشّعراءُ من مُتَرَبّعِ
أم هَل عرفتَ الأرضَ بعدَ تَوقُّعِ
أَمِنَ الحضارةِ والتّطوّرِ تَجزَعِي
وعلى الأثافِي أُنسُها لَم يُقلَعِ
كالطّفلِ دَاعَبَهُ الجليسُ بإصبَعِ
تبلَى وكلُّ حبالهَا لم تَنفَعِ
وتَطَاوَلَ البُنيانُ دونَ تَصدُّعِ
ويَدُكُّ كُلَّ مُشَيَّدٍ ومُرَبَّعِ
وَجَدَ المحبَّةَ تستقرُّ بمَوضِعِ
أو صخرة تبكي عليها أدمُعِي
غَدَتِ الطّلولُ هوامشاً في المَطلَعِ
وعفَى الخرابُ رسومَها بِفَواجِعِ
فتَقَ الفؤادَ بعبرَةٍ ومَوَاجِعِ
ترجو الحضورَ بقوَّةٍ وتَدَافُعِ
ويعيشُ في الدّنيا بِفقرٍ مُدقِعِ
بنِفَاقِ فِعلٍ مُلحَقٍ بِتَصنُّعِ
فالرّوحُ تَسعدُ عندهم بتجمُّعِ
في أرضِ أغرابٍ جُفاةِ المنبَعِ
وصَفُوهُ بالمتسوّلِ المُتسكّعِ
ليذبَّ عنهُ الذّلّ في مستنقعِ
صُبّوا عليهِ النّارَ دونَ تَوجُّعِ
حَسِبوهُ مملوكاً عديمَ المَنبَعِ
فلِمثلِهِ كُتِبَ العذابُ لِيُصرَعِ
أذِقُوهُ مُرَّ العيشِ إن يترفَّعِ
تتساءَلوا عن عَيشِهِ المُرَوِّعِ
كلُّ افتراءٍ عنه لا لم يُقنِعِ
جَورٌ أشدُّ من انطلاقِ المدفَعِ
وهو الجوادُ وعوزهُ لم يَمنَعِ
كم ذلّلَ العَقَباتِ دونَ مُنَازِعِ
مُتجذِّرَاً في نشأةٍ وترعرُعِ
16
قصيدة