عدد الابيات : 22
تساؤلات شاعرة لم تنجُ من القصف
ستنتهي الحرب! بيتي من سيسكنه
ومن سيفتح أدراجي يفتّش عمّا ظلّ
ومن سينبش أوراقي ويقرؤها؟
ومن سينشرُ ما خبّأتُ من صورٍ
ومن سيكمل أشعارا هممتُ بها؟
ستنتهي الحرب! من ذا سوف يكتبني
ومن سينقل جثماني لمقبرة الـ
ومن سيعرفُ أشلائي ويجمعني،
قبل الشتاء، بها، حتى أُدفِّيْها
على يديَّ كتبتُ اسمي وعائلتي،
وفي ثيابي نقودٌ كنت أخفيها
وفي ذراعيّ شاماتٌ تميّزني
ورثتها عن أبي، ما كنتُ أُبديها
كم كان حين يرى شَعري يخبِّئها
يحنو عليها بتقبيلٍ يُناغيها
وزُرقةٌ في عيونيَ، اشتُهِرتُ بها
دون الصديقات، لونُ الماء يحكيها
إذا جمعتم رفاتي، فاحملوا كفني
ومرروني على داري أحييها
وأخبروها بأني قد تركت بها
روحي تطوِّف بالجدران … تبكيها
وقبل أن تدفنوني أرسلوا أحدًا
من الرفاق بأشعاري ليُقريها
منِّي السلامَ، على قبري ويقرأها
كي لا تضيق على حرفي معانيها
وردّدوها على سمعي، لتؤنسني
من وحشة القبر، في موتي، فأُحييها
ستنتهي الحرب! قولوا ثمّ شاعرةٌ
لم تُبقِ للموت من كفٍّ يُحنّيها
و"سبّلت" بيديها عينها ومضت
تسقي الردى بدَمٍ موتًا ويسقيها.
حسن جلنبو
أبوظبي 15 / 4 / 2024.
184
قصيدة