(أربعة عصافير على الحوض)
لـ (أوركيد)
ما يترك الصبحُ من عبقٍ في أصيص الزهور
لها ما لأجنحة الغيم من مطرٍ
وتزقزق فوق شبابيكها
حين تصحو الطيور
وأوركيدُ
كلّ مساء
تتادي عليها النجوم لتصعد
مع نفثات الدعاء
كخيط بخور
وحين ينادي المُنادون
يخرجُ (يامنُ) من كوّةٍ في الجدار
فتشرق أرضُ الحديقة
ثم تغرّد فوق الغصون الحساسينُ
تعلن بدء الصباح
ويصعد يامنُ
في كفّه حفنةٌ من تراب
وينكسر الضوء
في بحثه عن فرجةٍ للعبور
و(كرملُ) كانت تغني لنافذة الفجر
قبل الشروق
تصيحُ على أمّها كلّ صبحٍ
تعالي أُسرِّحْ جدائلك المريمية
كي أسرق العمر من بين كفيك حين تشيرين
للشمس تعلن بدء النهار
ليكتبنا في دفاتره
قصّةً لم تجد ما يليق بها من سطور
وكرملُ كانت تناغي الوسائد كل مساء
تقص عليها حكاية بنتٍ
مضت قبل أن يبدأ الليل رحلته
في البكاء
وكرمل كانت فتاة على هيئة الشِّعر
تكتب كلّ صباحٍ قصيدة
وكانت ستصبح
ستَّ النساء
وكانت تنادي:
أخاها (كنان)
كناااان
وترجوه أن يتشبث بالنجم
حتى يطلّ على أمها من بعيد
ويخبرها أنه ما يزال
يخبئ عنها الكثير من الأمنيات
التي لم تسعها الحياة
فيسبح بين النجوم
ويعزف لحن الرجوع الأخير
ويصعد
يصعد
دون التفاتٍ إلى الأرض
كي لا يرى دمعةً
فتكت بجفون الصغار
وعاثت فسادا بأحلامهم
عندما حرمتهم
ككلّ الصغار من الذكريات
وراحت توزعهم كانعكاس المرايا
على رُقعة الموت
وأكثر مما تطيق الطفولة من قصص
لم تجد من ستقرؤها
في الطريق الجديد
فتروي الحكاية للأمهات
اللواتي سيسقين من دمعهنّ
القبور
حسن جلنبو
أبوظبي
184
قصيدة