الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » عائشة التيمورية خنساء العصر!

عدد الابيات : 37

طباعة

كأسٌ هو الموتُ الزؤامُ تدُورُ

منها سيشربُ يَافعٌ وكبيرُ

ليستْ ترَفقُ بالسقيم لسُقمِه

أو تحسُدُ الضرغامَ وهْو جَسور

والدهرُ ليس بغادر أو ظالم

إن ساقَ موتاً أمرُه مَقدور

فالمرءُ مَرهونٌ بعُمْر حُدِّدتْ

أيامُه وسِنيُّه وشهور

والقبرُ مُرتصدٌ جَثامين الألى

آجالهم جاءتْ ، فلا تأخير

لا ساعة يستقدمون مُرورَها

كلا ، فليس لما ارتجَوه مُرور

أو ساعة يستأخرون حلولها

إن المهيمن عنده التقدير

يا عائشَ الخير المنية إن أتتْ

ألفيتِ روحاً في الفضاء تطير

والجسمَ أسقتْه المنية كأسَها

وبدَتْ عليهِ دَلائلٌ وأمور

ما أسرعَ الأيامَ تختصرُ المدى

ولها على مُتأمل تأثير

بالأمس كنتِ بكيتِ بنتاً ودَّعتْ

هذي الحياة لنا ، وحَلَّ مصير

وبكيتِها بدم العيون ودمعها

سبعاً من السنوات وهْيَ تدور

لم تهنئي بالنوم ليلاً أو ضحىً

والقلبُ في أشجانه مأسور

والعيشُ جَندلتِ الحُزونُ سِنيَهُ

بسعيرها ، وكأنها تنور

 توحيدة ذهبتْ ، وأذهبَتِ الهنا

ولكم حَوَتْ من طيبين قبور

تركتْ فراغاً ليس يملأه الورى

والحزنُ لا تُخفي جَواه سُتور

فبكيتِها بالشعر يُذهبُ صَدمة

جعلتْكِ وَجْعى ، والأنينُ جهير

واليومَ يبكيكِ القريضُ أديبة

فخرَ الزمانُ بها ، وشعَّ النور

واسترسلَ التاريخ في كيل الثنا

بمدائح وافى بها الجمهور

ناوأتِ مَن ظلموا النساءَ ، وعربدوا

وبظلمهم شقيَ الحِمى والدور

وحملتِ سيفَ الفكر يُوقِف طاغياً

طغيانُه بجهادكم مَثبور

ما قلتِ: وحدي ، والرياحُ عتية

والجيلُ غاو ، والظروفُ تمور

ما قلتِ: وحدي ، والعِدا لن يرحموا

والكيدُ عند عُتاتهم موفور

طالبتِهم بحقوق حواءٍ ، ولم

تخشَي بلاءً في البلاد يجور

أعلمْتِهم أن المليك قضى بها

فإذا بغيظ الظالمين يبور

وطرقتِ أبواباً تعذرَ طرقها

والسعي يا أخت الهُدى مشكور

وجَهرتِ بالشعر المجاهد حِسبة

حتى تُزالَ مِن الديار شُرور

وإلى الحجاب دعوتِ دعوة مَن زكَتْ

بالستر ، خابَ تبرجٌ وسُفور

ورأيتِ سَترَ الوجه فرضاً واجباً

فالوجهُ بالحُسن النضير يَفور

وهجَوتِ من رقصتْ وغنتْ تشتهي

فتْنَ الخلائق ، والفسادُ خسير

وسطرتِ ديواناً كمثل سبائكٍ

من عَسْجَدٍ فيها البيانُ قرير

يا عائشَ التوحيد شِعرُكِ طيبٌ

وله بقلب مَن اجتباهُ حُضور

خنساءَ عصركِ طبتِ أصلاً والصوى

والفكرُ طابَ ، وطيِّبَ التفكير

ديوانُكِ المطبوعُ سلوى عاشق

للشعر إنْ غشِيَ الفؤادَ فتور

والرِّيُّ شِعرُكِ إنْ تعقبَنا الظما

هو مَوئِلٌ مُستعفِفٌ وغدير

وعليكِ مِن رب السما رحَماتُه

إن الإلهَ لما يشاءُ قدير

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة