الديوان » إسراء حيدر محمود » القَلْبُ الخالِد

عدد الابيات : 68

طباعة

الْقَلْبُ الْخالِدُ

 

يُشاكِلُ حِبْري وَالْقَوافي تُعانِدُ 

بِأَيِّ الْمَعاصي سَوْفَ تُرْوى الْقَصائِدُ!! 

 

فَأَعْظِمْ بِصَبْرٍ، وَاسْتَعِنْ بِرَجائِهِ   

فَما لِامْرِئٍ في النَّائِباتِ مُسانِدُ      

 

وَرافِقْ صَديقاً يَسْتُرُ الْعَيْبَ، ناصِحاً،  

يَكونُ كَما الْمِرآةِ، فَالْخِلُّ ساعِدُ 

 

لِتَنْعَمَ في ظِلِّ الْوَفاءِ مُباهِياً          

فَأَنْتَ نَديمُ الصِّدْقِ، وَالصِّدْقُ رائِدُ  

 

وَإِنْ رُمْتَ وَصْلاً، لِلْوِصالِ شَواهِدُ

وَحاذِرْ، فَإِنَّ الْغَدْرَ لِلْهَجْرِ عائِدُ 

 

يُكافَأُ في هَجْرٍ أَخو عَنْجَهِيَّةٍ 

يُبَدِّلُ غِيَّاً لِلسَّماحَةِ راشِدُ 

 

أَخو ثِقَةٍ يَرْعى غِياياً وَمَحْضَراً 

وَذو الْبِرِّ شَعَّتْ في مَداهُ الْفَراقِدُ 

 

وَذو مِرَّةٍ فاضَ النَّدى مِنْ خِصالِهِ

فَمِنْ أَرَجٍ لِلْمِسْكِ أَوْرَقَ مائِدُ       

 

وَما زالَ حَبْلُ الذُّلِّ يَروي هَزائِماً 

وَلَنْ يُدْرِكَ الْأَمْجادَ نَذْلٌ مُعانِدُ 

 

حَبَتْني أَكُفُّ الْعُمْرِ سِرَّ نَقائِها 

فَكَمْ سَدَّ عَنِّي في صَلاحٍ مُعاضِدُ 

 

بَرِئْتُ مِنَ الآثامِ تُغْرِقُ ذا الْمَدى 

لِفَوْحِ الشَّذا روحٌ بِها الْقَلْبُ خالِدُ 

 

وَكَمْ ثَمِلَتْ مِنِّي الْحُروفُ بِبَسْمَةٍ 

فَعَتَّقْتُ شِعْري، وَانْتَشى فيهِ مارِدُ 

 

وَكانَتْ كَنورٍ حَيَّرَ الْلَّيْلَ وَصْفُهُ 

وَفي حَمْحَماتِ اللَّيْلِ يَأْرَقُ ساهِدُ    

 

وَشَمْتُ بِعِطري جَدْبَ حَرْفٍ، فَأَزْهَرَتْ  

وَفاضَتْ غِوىً حينَ انْعِقادٍ فَدافِدُ 

 

أُلَمْلِمُ أَصْداءَ الْكَلامِ بِغِنْوَةٍ 

فَيُذْكي أُوارَ الحاءِ وَالْباءِ واجِدُ 

 

وَتَمْضي بِنا الْأَيَّامُ، وَالْحِمْلُ زائِدُ 

فَرُدَّ ظُنوناً كَيْ تَلينَ الشَّدائِدُ 

 

وَما أَجْدَبَتْ أَيامُ مَنْ صَحْبُهُ هَموا  

بِقَطْرٍ، فَأَهْلُ الرَّأْيِ غُرٌّ صَنادِدُ  

 

كَفَجْرٍ يَذوبُ التِّبْرُ عِنْدَ اسْتِوائِهِ 

فَمِنْ بُلَّةٍ لِلْقَطْرِ تَزْهو نَواضِدُ 

 

وَكَمْ مِنْ عَذولٍ وُدُّهُ مُتَلَوِّنٌ 

وَكَمْ مِنْ صَدوقٍ في الصَّداقَةِ ذائِدُ 

 

وَكَمْ باسِمٍ خَطَّ السُّطورَ بِكَيْدِهِ 

يَجيئُ بِبِشْرٍ، في الْإِخاءِ يُزاوِدُ  

 

أَخو لَوْعَةٍ طالَ الْأَنينُ بِقَلْبِهِ 

فَيا لَهْفَ قَلْبٍ، وَالْحَشا مِنْهُ بارِدُ 

 

كَوَهْمٍ يَصُبُّ الدَّمْعَ في كَفِّ غَيْمَةٍ  

إِذا ما اطْمَأَنَّتْ قاصِفاتٌ رَواعِدُ 

 

فَوَيْلٌ لِمَنْ في صَوْلَةِ الْغَدْرِ كامِهٌ 

يَصُدُّ ضِياءً، في ضَلالِهِ قاعِدُ   

 

وَلَنْ يَسْتَقيمَ الْقَوْسُ بَعْدَ اعْوِجاجِهِ 

وَلَنْ يُصْلِحَ الْعَطَّارُ إِنْ عاثَ بائِدُ 

 

رُزِ النَّاسَ، وَاعْرِفْ قَدْرَ نَفْسِكَ بَيْنَهُمْ، 

فَما زَلَّ كَفٌّ إِذْ أَعانَهُ ساعِدُ 

 

 وَلا جَزَعٌ إِنْ كُنْتَ لِلْحَقِّ حافِظاً 

فَما هانَ ذو التَّقْوى، وَلا كَلَّ قائِدُ 

 

وَما شَقِيَتْ عِنْدَ الْكِرامِ فَضائِلٌ 

وَلا نَضَبَتْ عِنْدَ الْإِلهِ الرَّوافِدُ 

 

وَما الْمَرْءُ إِلاَّ وَمْضَةٌ سَوْفَ تَنْقَضي 

فَمَنْ خاضَ في تِيهٍ، سَلَتْهُ الْمَقاعِدُ 

 

تَأَزَّرْ إِزارَ الطِّيبِ وَاحْفَظْ عُهودَهُ 

فَلا يَسْتَوي في الْحُكْمِ باغٍ وَعابِدُ

 

عَجِبْتُ لِدانٍ في الْوَفاءِ يُباعِدُ 

وَفي نُوَبِ الْأَيَّام ظِلُّهُ راكِدُ 

 

 وَما دامَ لِلْإِنْسِ الْخُلودُ بِآجِلٍ 

تَحارُ بِأَطوارِ الْحَياةِ الشَّوارِدُ 

 

تُدَغْدِغُنا خَيْباتُ صَرْفٍ مُؤَجَّلٍ 

وَتَمْضي بِنا الْأَعْوامُ، وَالْعُمْرُ واحِدُ 

 

تَجارُبُ تُنْبي عَنْ طَوِيَّةِ أَنْفُسٍ 

إِذا ما اسْتَقَرَّتْ في حِماها الْقَواعِدُ 

 

فَكَمْ مِنْ خَبيثٍ ظَنَّ أَنَّهُ سائِدُ 

وَكَمْ مِنْ عَفيفٍ في خَفاءٍ يُكابِدُ 

 

فَإِمَّا الْوَرى طافَ الدُّجى بِقُلوبِهِمْ 

تَخيسُ بِأَيْديهِمْ وَتَفْنى الْمَوارِدُ 

 

أَطافَتْ عَلَيْهِمْ، وَالْخُطوبُ طوارِقٌ 

تُطِلُّ عَلَيْهِمْ حادِثاتٌ عَواقِدُ 

 

وَلا تَأْمنَنَّ النَّاسَ دونَ تَجارُبٍ 

فَكَمْ بُدِّلَتْ عِنْدَ الرِّفاقِ العَقائِدُ 

 

وَلِلضَّيْمِ أَهْلٌ يَرْتَضونَ بِذُلِّهِ 

وَلاتَ مَناصا إِنْ أَقَرَّهُ فاسِدُ 

 

وَلَيْسَ بِناجٍ مِنْ بَلاءٍ، مُخاتِلٌ 

بِميثاقِ خِلٍّ، حينَ جُذَّتْ مَواعِدُ 

 

وَلا يُعْرَفُ الْأَصْحابُ إِلاّ بِمِحْنَةٍ 

فَفي شَدِّ أَزْرِ الصَّحْبِ ثَمَّةَ راصِدُ 

 

وَطوبى لِمَنْ يَقْضي الدُّيونَ بِمِنْحَةٍ 

تَبُلُّ جُدوباً، فَالرَّبابُ جَوائِدُ 

 

وَطوبى لِنَفْسٍ إِذْ تُجَمِّلُ يَأْسَها 

فَما هَزَّ غُصْنَ الْقَلْبِ إِلاَّ الفَرائِدُ 

 

وَطوبى لِمنْ شَدَّ الرِّحالَ لِقِبْلَةٍ 

فَفيها شِفاءُ الْجُرْحِ، وَاللهُ شاهِدُ 

 

وَمَنْ سارَ في رَكْبِ الْحَياةِ مُبَرَّأً 

هَنيئاً لَهُ أُمُّ الْعُلا وَالْمَحامِدُ

إسراء حيدر محمود 

 

كامِهٌ : مَنْ يركب رأسه لا يدري أين يتوجّه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إسراء حيدر محمود

إسراء حيدر محمود

5

قصيدة

شاعره واديبه اردنيه تخرجت من قسم اللغه العربيه بالجامعه الاردنيه واصدرت ديوانين شعر مطبوعين

المزيد عن إسراء حيدر محمود

أضف شرح او معلومة