ساقانِ غارقتانِ في أزلِ الرخام
ساقانِ في صدري هنا قد مرّتا طعناً
ولا شخصٌ توجّهَ باتهام
ساقانِ لا أحدٌ تفكّر فيهما يوماً
ولا أحدٌ سيفعلُ فالأنامُ همُ الأنام
ساقانِ منذُ عصورِ قبل الكون
بعد الكون ..
منذُ غوايةِ الأسماءِ ..
كان الشِّعرُ يسكنُ فيهما
وعريشةُ الأحلامِ تعبقُ كالحدائقِ فيهما
وينامُ تحتهما ملايينُ الحمام
ساقانِ جوهرتانِ نادرتانِ
هاربتانِ من ماضٍ تشوّهَ
كانتا الطفلَ السماويّ الذي اخترعَ السلام
كانتا شمساً ونهراً دافئاً وكويكباً
وسحابتينِ تنقّطان الأرضَ بالألوان
تبتكرانِ تاريخَ الكلام
ساقانِ قيلَ: بدايةُ الإنسانِ كانت منهما
وجميعُ ما في العالمِ البشريّ من قصصِ الغرام
ساقانِ لم تدعا فراغاً في فؤادي
لم تدعا فقيراً أو سجيناً في زنازينِ البلادِ
ساقانِ أشعلتا طريقاً من ضياءٍ في شراييني
فما معنى وما شكلُ الظلام؟
ساقانِ،
ثُمّ صمتُ أنصتُ للموسيقى فيهما
"كم للموسيقى من جسورٍ في مشاعرنا"
وخرجتُ من جسدي أطوفُ على الغمام
يا للمصادفةِ الجميلةِ إذ عبرتُ إليهما
ساقانِ ساحرتانِ تنتظرانِ في أزلِ الرخام
19
قصيدة