في زوايا الصمت الخافت
أرى أشباحاً تلمحني
ظلال الماضي البعيد
تتردد في أروقة الذاكرة،
نداءٌ مبهم
وندبة بين حنايا الروح. 
 
يأتي الليل حاملاً أحلامهُ
يطوي صفحات النهار،
لكن النجوم تروي
عن أوطان
تغفو في حضن الغربة. 
 
أتساءل في سراديب الليل
أين هو الضوء المفقود؟
هل هو في بريق أعين المارة؟
أم في همسات الريح العابرة؟
أم في صدى الأغاني القديمة؟ 
 
اذهب كل صباح الى مقهى هادئة 
ارى وجوه منسية 
ارى ملامح قد تبعثرت
ارى تضحيات اهملات
ارى صفحات اغلقت. 
 
أجلس بوسط عالمٍ غريب
أسمع اصوات خافتة بعيدة
يسألون بهمس
يسألون عن صوتِ الحرية،
ألا تسمعون تلك الأصوات؟
ألا ترضون بصوت حديث
أخذ من سحب الأرواح عادة؟ 
 
أين جميعُ الأصوات ذهبت؟
صوت طلقات الرصاص
هو فيورز الصباحْ. 
 
صوت أقدام الضحاية
صوت يبث الرعب
لا تسمع خطواتهم
لكن هم يسمعونْ. 
 
صوت حبيبتي الضائع
صوت كوبابا الشهيرة
تسأل عن نساء العراق.
صوت السياب يعلو نخل البصرة
صوت درويش يسير مع الضحاية 
 
بين نبضات القلوب المجهولة
أبحث عن إجابة
في كل نظرة
في كل همسة
في كل زاوية مهجورة
هل سنجد ما ضاع؟
أم سنبقى نطارد السراب؟ 
 
هنا انا جالس بين اصوات امدية
انا في تلك الزواية اسير بهدوء 
الى الصمت امضي بلا صوتٍ يُذكر. 
 
وأنا هنا أسأل الليل
هل من عودة لتلك الأصوات؟
 
 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظاهر ريسان

مظاهر ريسان

13

قصيدة

مظاهر ريسان، كاتب وباحث وشاعر، لدي العديد من القصائد ومن ابرزها: الذكرى الأخيرة، وحيدٌ انت ايها المنسي، الخ...

المزيد عن مظاهر ريسان

أضف شرح او معلومة