الديوان » بغداد سايح » مجازر الوقت

عدد الابيات : 15

طباعة

هـــنـــاكَ أوْقَـــــدَهُ مـــــايٌ وثــامِــنُـهُ

فـكـيفَ يـبـردُ جــرحٌ أنــتَ سـاخِنُهُ؟

وكـيـفَ تـهـدأُ نـيـرانُ الـكـفاحِ وفــي

شِـعـابِ نـزْفِكَ لـمْ تـسْكُتْ مـداخِنُهُ؟

أراكَ يــــا وطَـــنَ الآهـــاتِ مُـبـتَـسِمًا

كــبــحـرِ ذاكـــــرةٍ هـــبَّــتْ سـفـائِـنُـهُ

كــأنَّــكَ الــبـلـدُ الــمـعـزوفُ مـلـحـمةً

قُـــراهُ تـسـمـعُ مـــا تــشْـدو مَـدائِـنُهُ!

مــجـازرُ الـوقـتِ لــمْ تـذبـحْ دقـائـقَنا

بـــلِ الــصـدى ذابـــحٌ أرْضًــا تُـهـادِنُهُ

أقـبـلْتَ أحـلـى وأغـلـى مـوْطِنٍ عـبِقٍ

شــهـدُ الــعُـلا مـــاؤهُ.. تِــبـرٌ مـعـادِنُهُ

عــلـى امـتـدادِ بُـطُـولاتٍ لــهُ شَــرَفٌ

يُــقــالُ: مُــنْـسَـدِلُ الــتـاريـخِ آمِــنُــهُ

لِــــذا تـفـتَّـحَ مـعـنـاهُ انـسِـكـابَ رؤًى

إلـــى فُـيـوضِ أبٍ سـالـتْ كـوَامِـنُهُ..

فــمـا تــغـرَّبَ عـــنْ أمــجـادِهِ وطَــنٌ

وفـــي قـلـوبِ بـنـي مـجْـدٍ مـسـاكِنُهُ

فـكـلَّـمـا انــهـدَّ إحــسـاسٌ بــنـاهُ لــنـا

وخــافَ مِــنْ لـونِـهِ الـضـوئِيِّ داكِـنُـهُ

مُــجَـدِّدا أطْــولَ الأحــلامِ ألــفُ فــمٍ

بـطـاقـةِ الـبـوحِ يــا أنـفـاسُ شـاحِـنُهُ

وشــامـخًـا يــعـبُـرُ الآلامَ فـــي مِــقـةٍ

وصــابِـرًا رغــمَ أنَّ الـحُـزْنَ طـاحِـنُهُ!

أطـــاعَ كـــلُّ تُـــرابٍ نــبـضَ سـيـرتِهِ

فــسـارَ أعـظَـمَ كــمْ طــارَتْ هَـوَازِنُـهُ

قدْ جفَّ دمعُ الأحاسيسِ استراحَ كما

لـــو أنَّـــهُ الـمـاسُ أحــداقٌ مـخـازِنُهُ!

فـــمـــا الــمـحـبَّـةُ إلّا سِـــــرُّهُ نــغَــمًـا

ويــعـزِفُ الـسـرَّ مـدفـونٌ ودافِـنُـهُ ...

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بغداد سايح

بغداد سايح

237

قصيدة

كاتب وشاعر جزائري، من مواليد العاشر جويلية عام 1983 بمغنية تلمسان، له جوائز أدبية كثيرة وطنيا ودوليا، من مؤلفاته: إليها المسير، مذكرة نورس مغناوي، قناديل منسية، صهيل البدايات، سمفونية جرح بار

المزيد عن بغداد سايح

أضف شرح او معلومة