غروب يطل على مدينتي الصغيرة.
غيوم تتعرى من كل قطرة
تسير مع الرياح بغفلة
ترفض أن تتساقط دمعها
على أكوام سخرياتهم الساخنة.
خلف كل أسرار الدمار،
تبقى تلك المدينة ترفض السلام،
أناس لا يفهمون معنى الحياة إلا ببصقة بعوضة
تطل على أقذارهم.
في مدينتي يحلموم بحانةٍ صغيرة
تنجيهم من عبث الأتربة
وعيون الدينيين المتطفلة
تنساب الأفكار بين الأكواب المتهالكة
والجدران الملتصقة بذكريات العشاق،
الجرذان الباريسية تلتهم اللحظات الفارغة،
يرتشف الشاب الزجاجة الثانية
ويبقي قليل في الكاس لتبادل الاحترام مع الجرذ.
يغفو الغروب
وترحل الغيوم.
وتغادر الطائرة المهاجرة،
لتستقر على موضعٍ يلم كل شتات الفقدان،
رحلوا عن وطنهم وبقى وحيداً تلعب به الجرذ.
يبقى الفتى مغترباً
بعيداً عن تلك المدينة،
يلم كل أفعالهم القذرة،
ويسجل بأمل..
ليصحو غداً على خبرِ زفافهم إلى الجحيم.