عدد الابيات : 61
الرسول
تحية لمولد ضياء الكون اهلاً و مرحبا
بمولد الهادي اللذي كل عام حبه يتجددِ
مولد الهادي على صدر الزمان راية
شاخت الدنيا و عهده كل عام يجددِ
يا خير من انجبت حواء من ولد و
مثلك يا رسول الله بعد اليوم لن تلدِ
بعثه الرحمن جل جلاله مؤزر
بالنصر إذ بالفرقان جاء مؤيدِ
و بيت بنيت للأسلام انت عماده
و صحبك فيه كالأطناب و الوتدِ
تلك عبقرية لم يري الناس مثلها
و لا بناء يشاد بلا سديد الرأي و الجلدِ
على الجزيرة جئت نور يستضاء به
يشعَ نورك هادٍ لمن بغى للحقِ ان يهتدي
من بني إسماعيل اشرق كوكبُ صافي
السريرة من سراة القوم من خير محتدِ
بعثت الروح في ارض الجزيرة بعدما
كانت تروح بها الخطوب و تغتدي
و كأنها تغلفت بغبار معتم حاق
النفوس جموداً لدهر طويل سرمدي
أبا الزهراء بك أسدى الله يداً للجزيرة
بيضاء وهي بعد يد الله خير يدِ
خمد شهاب المرسلين بما مضى
و ما زال شهابك يا ابن عبدالله يتقد
الكون موحش و الطغاة تسوده حتى
بزغ بدر رسول الله يهديها الى الرشدِ
غرّ الغمائم جرت على الجزيرة كثيفة
و غزيراً امطرت بعد التمخض و الرعدِ
و حدت الشتات على كتاب الله فأقبلت
اقوام الجزيرة على هدى القرآن تتحدِ
و من اية الله بسيفه المسلول ينصر
جنده رغم قليلهم في التعداد و العُددِ
أتيتك اليوم يا رسول الله ماش على قدمٍ
أرجوك عند اشتداد الخطب تأخذ بيدي
شريعتك السمحاء مورد كل مشرعٍ
و من لحوضك يا ابن عبد الله لم يردِ
شريعتك أنصاف لكل مسكين و رادع
لمن يطغى او يسوم الآخرين و يعتدي
امني النفس ان تلقاك غداً إذا النفوس
بعثت و على حوضكْ يروم الكون أن يردِ
يوم يقوم جبريل بالناس خاطباً
و يأذن في صفوف العرش هذا محمدِ
اذ يوفي الله النفوس بما كسبت
سيكون يومها لنا مع الشفاعة موعدِ
يا قدوة الكون أو خير من بعثوا
لسنا بغيرك يا رسول الله يوماً نقتدي
انت خير الشافعين يوم ينصب الميزان
و غيرك شفيع عند ذاك اليوم لن نجدِ
بعروتك الوسطى تمسكنا عسى ان
نبصر الاحباب و الأهلون في جنة الخلدِ
يقول الحاقدون اديناً بحد السيف ؟ قلنا
فهل دالت الدولات دون شفار المهندِ
صلاة الله عليك ما سجع الحمام و كذا
لصحبكِ و كل تابع ابيض الوجه و اليدِ
بك استفاقت شعوب الأرض من طول
رقادها و مكنتَ جذوة علوم الارض تتقد
و من يروم بناء المجد ليس له غير
الجهاد سبيل إلى العلا و السوءددِ
أبا الزهراء طلبت منك شفاعة و عذت
بربك أن لا شماتة بي من عاذل أو حاسد
ان البيان اعجز أن يوفي بمدح احمد
فالمدح يصدح و عظيم الحوادث يشهدِ
لاحت بشائر بمولد الهادي الذي
بمولده حب الملايين في كل عام يزددِ
ننهل دوماً من شريعة الهادي و نهتدي
و ليس كمثل أم الشرائع للهدى من موردِ
شريعة انارت الكون بهديها و بنائها
و أسكتت من تجرأ ان يعيب و ينقدِ
طغى الأنسان عن جشع و جهالة ولو
ادرك أن نعيمه زائل و هو غير مخلدِ
تراه ما زال باللذات يلهو و يلعب و
بفجوره على الناس ما زال يعتدي
هذه الدنيا ايام عسر قليلة و كل
نفس مع الفناء لها يومَ موعدِ
يا ليت شعري هل من وسيلة او
رادع به بعض الأنام يفوق و يهتدي
يا رسول الله ادركنا بغربةٍ ظلماء بها
شح النصير و طال الصبر و الجلدِ
ناءي عن الديار بغربة طالت سنيها
و بها باب العود من كل ركن مؤصدِ
232
قصيدة