سدني ٢٠١٠

بغداد يا قبلة الكون

يا شجو الملايينِ

 

يا ابي كيف اعود

جميل العود  أو شبه محال 

اصبح ذلك الصعلوك قرداً

و له جاه و مال و سطوةٌ

في رقاب الناس و الدينِ

 

للحكم   تصدى اليوم اشباه الرجال 

فصدقت الغربان انها صارت شواهينِ

 

و الناس في غفلة مجدوا 

الفنان و اغتالوا هوية الانسان

و ايادي الغدر تغتال الميامينِ

 

و اليأس اصبح نقش 

على الاحجار  في كل الجباه

يأس في كل الميادين

 

خبّر لي قرى العراق فلي 

الحق أن هي ترثيني

 

و تعول و تبكي عل ألم

لا قياس له في أي الموازيني

 

لقد جفت عروقي اسا 

على ما بها من اوجاع تأسيني

 

تراها في تجاعيد وجهي .. في رعشة

يدي و تراها في خاوي شراييني

 

الغريب محسود لمن لا يعرف

كم منية على دروب الهجر

كادت ان توافيني

 

يبقى الغريب نكرة

 ،  في عيون الناس أقرأها ، 

في كل منعطف توافيني

حتى بباب الدار  و العطار 

في كل الدرابينِ

 

نحتُّ الصخر  ثلاثين حجة

و زادت سبعة كانها في الجوف سبعينِ

 

فيا شقاوة من ينحت الصخر 

ثم يعيد الكرة سبعاً و سبعينِ

 

كيف اعود و قد نسيت ايام الصبا

و كيف  الدار   بعد اليوم تأويني

 

اخاف في بغداد من حماقاتي 

و اخاف من سهام الغدر ترميني

 

فكم كوكب غالته يد الغدر

و اضحى فقيداً و تنعيه الدواوينِ

 

قبلي سراة القوم قد ذبحوا

في وضح النهار

كما ذبح القرابينِ

 

بغداد كيف الجفا كيف الفراق

يا روضة بها تجول الحور  و العينِ

و الله لو مادت الأرض  او مال السما

فلن تبطل على بغداد دمعي و تدويني

 

اين اهلي واين حصونهم

و اين المضايف البيض 

و السوداء بنت الفناجينِ

 

هجرت قريتنا و جف وادينا

 و اين الجداول إذ ترقرق فيها 

صافي الماء ما بين البساتين

 

يا باسقات النخل اني صريع

الجوى يا باسقاتٌ اجيبيني

 

اشتقت الى الذهبي من  سنابل الحنطة

و اين شجيرة الزيتون و التين

 

هل جفت سواقي بستان النخيل 

و لن تبصر على الشواطيء ورداً و نسرينِ

 

فلا شهد في  الغربة يغريني

و لا خمرها  بات هذا  اليوم يرويني

 

وأصحابي كثيرون عهدتهم  و لكن

كثير من رحلوا فهذا قتيل وذا فقيد

و ذاك في اراضي الغير مدفونِ

 

هل ما زال بيت الطين في البستان

مرتفعا فاني اكاد  اسمعه يحييني

 

و ماذا عن عرائش الكروم قد نُبأت 

انها صارت في عداد الكرام الراحلينِ

 

لا اجرأ السؤال عنها خلاك الذم

فأن رحيلها على الم  الاحزان يشجيني

 

جرحك يا بغداد حي في ضمائرنا 

جرح يؤرقني بين الحين و الحينِ 

 

 و يبقى جوى الغربة لهيب  بين

 اضلعي  على الدوام يسعر ثم يشجيني 

 

فارجعي يا بغداد يا الف هارون 

 الرشيد يا بغداد يا أم الملايين

ارجعي يا بغداد فتية يا قبلة الكون

في كل الميادينِ

 

بغداد يا الف حسرة في النفس

 بغداد يا ام الملايينِ

يا بيت نلوذ به يا بغداد

يا مأوى المساكينِ

 

 غربتي جرح  غائر عل مر الدهور 

فمن بايلام الجرح يدنوا كي يواسيني

 

كمن يموت في كل يوم ميتة ٌ وله 

في كل يوم مأتم و في كل يوم تأبينِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح المنديل

صالح المنديل

232

قصيدة

طبيب و شاعر منذ ١٩٨٢

المزيد عن صالح المنديل

أضف شرح او معلومة