تذكرت عهد الصفاء من الصبا
و اسبلت الدموع الهوامل
بيني و بين الحادثات ثأر
كثأر المهلل عند بكر بن وائل
و كذا لان الناس قد ورثوا اللؤم
من خبث الجدود الأوائل
ماذا ارتجي إذ بدى لي الناس
قد نسوا كل اشكال الفضائل
قل لمن يسعى للآخرين بالاذى لك
يوم من التعذيب و الله ليس بغافلِ
كل ناعق يتفوه بخبث يُصَدق قوله
ولا احد يبالي بمن يكون القائلِ
اعضب اليد اعطي سيفا كل يقاتل
و هدد بانه بالسيف مقتول إن لم يقاتلِ
زرعوا شبح من خوف يترقب الزلات
و الناس في النفاق كما الرعاع الأوائلِ
نمشي و الحذر يقيدنا كانك سرت
في حقل ألغام و مقيد بالسلاسل
اذا حل الظلام بهم لاذوا بالشراب
ترى احدهم كل يوم ترنح يتمايلِ
لا رعى الله اناس نسوا المروءة
لا يرجى منهم شيء دون مقابلِ
لا يفلح قوم تمادوا يالسفاهة
و حللوا بينهم كل انواع الرذائل
او شأت تعرف ما حل بالناس
فسلني اوافيك بقاطعات الدلائل
تجرعنا اشكال المرارة ثلاثين حجة
فبعد كل هذا الدهر ما انت بفاعلِ
اذا سألت احدهم اجابك في الحال
كأن جوابه محسوب غير مماطلِ
كانه حاسوب مبرمج بحرفة لا
يعي سوى حساب تلك المسائلِ
لا تدرك بعض الحين عند اجابته
ان كان صادقاً بالرد ام كان مجاملِ
اصبح مكان الرزق للتزايد مسرحا
و تمني النفس لو كنت منها عاطلِ
مررت بهم بعد غروب الشمس بدارهم
و الصمت خيم بها فلا تسمع قولاً لقائلِ
يا ليت شعري هل هجرت هذي
الديار ام خلت من اهلها هذي المنازلِ
231
قصيدة