الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » إدانة وإهانة وإبانة

عدد الابيات : 53

طباعة

غمَزتُ لِحَبكة الشِّعر اليَراعا

فناولني – من التبيان باعا

ولقنني من التحذير درساً

يُجَنبني المَذلة والضَّياعا

وناصَحَني بأن أحيا طليقاً

وإنْ عانيتُ في العيش الصِّراعا

يَمينَ الله لا يَرضى بذل

أبيٌ نفسَه لله باعا

وكيف يعيشُ مبتئساً حزيناً

يُكابدُ الانكسارَ والاختضاعا؟

وهذا العيشُ مَدٌ بعد جَزر

كمثل البحر يَمتحِنُ الشراعا

وكل الناس يَلحقهم بلاءٌ

تُقسَّمُ بينهم صاعاً فصاعا

فعبدٌ صاعُه في كسْب قوتٍ

فمدُّ الكف يَخترمُ الذراعا

وعبدٌ صاعُه في ابن غضوب

يُناوله التذمُّرُ الاندفاعا

ويَسقيه العقوقُ كؤوسَ قهر

ويُفلحُ لو تعقلَ أو أطاعا

وعبدٌ صاعُه في البنت تعصي

وتكرَهُ الاجتهادَ والاطلاعا

وتتخذ السفورَ لها سبيلاً

كأن السترَ ما اشتُرعَ اشتراعا

ولا ترعَى أوامرَ مَن يُرَبي

وخطبُ عُقوقها العاتي تداعى

وعبدٌ صاعُه نسَبٌ وَضِيعٌ

فأصهارٌعليه غدَوا سِباعا

به انتفعوا ، وما شكروا جميلاً

ويُزْكي الشكرُ بَذلاً وانتفاعا

وعبدٌ صاعُه جيرانُ سُوءٍ

غدَوا في سُوء جيرتهم ضِباعا

فما حفظوا الجوار ولا التآخي

على كيل الأذى اجتمعوا اجتماعا

وعبدٌ صاعُه مُدَراءُ كادوا

وإنْ أمَروا غدا أمراً مُطاعا

كأنَّ موظفاً ورثوه عبداً

يُطيعُهمُ ، ويُبدِي الاقتناعا

وعبدٌ صاعُه زوجٌ تأبَّتْ

عليهِ ، وصَمتُه أمسى دِفاعا

تعِيبُ عليه في سِر وجهر

وباتتْ في النسا الأخزى طِباعا

وكيف تعِيبُ زوجاً دون حق

وتخترعُ الفِرى عنه اختراعا؟

وكيف تُدينُه في كل شأن

وتلقى من أقاربها استماعا؟

وكيف تنالُ منه وتزدريهِ

ومِن ألفاظها التاعَ التياعا؟

وكيف تُذيعُ أسراراً وتُفشي؟

فأين الرُّشدُ إمَّا السِّرُّ ذاعا؟

وإنْ يغضبْ فنِقمتُها عِلاجٌ

ويُمسي الكلُّ إنْ كادتْ جياعا

وكيف تُهينُ زوجاً ذاب فيها

غراماً ، واسألوا عنه اليراعا

له فيها القصائدُ لا تُبارَى

وديواناً لها مُلكاً مُشاعا

تسمَّى باسمها حباً ووداً

وأحرى أن يُسمِّيَها لكاعا

وأدخلها به التاريخ فضلى

قصائدُها تجاوزتِ الرِّباعا

يُغنيها الأنامُ بكل صُقع

قريضاً شمسُه تُزجي الشعاعا

يُحاكي شِعرُه ما صاغ قيسٌ

وشِعرُ (القيس) عن (ليلاه) شاعا

يُحاكي (عنتراً) ، والشعر يسمو

بـ (ـعبلة) ، والقريضُ غزا السماعا

فكيف تُحَوِّلُ المدحَ انتقاصاً

بتعيير قد اجتلبَ الوجاعا؟

وتجعلُ منه (بُهلولاً) تدنى

فإنْ يكُ مولدٌ حملَ القِصاعا

غدا أضحوكة بحِمى ذويها

وهم قومٌ يُجيدون الخداعا

إدانتُها له أمستْ سلاحاً

بكل يدٍ تُؤجِّجُ الاصطراعا

فما احترموهُ ، بل عابوهُ جهراً

وأسقط بالمُواجهة القِناعا

فعَرَّى الكل ، لم يستر عليهم

يزيدُ السترُ من هبطوا ارتفاعا

ولم يكُ ظالماً إذ قال فيهم

مقالاً بُعدُه اتسع اتساعا

فخصَّ بكل مُجترم قصيداً

يُناوله إذا قرأ الصُّداعا

وردَّ على إهانتها بعدل

فصاعُ المَكرَ كالَ له صُواعا

فليس يُحبُّ ربُّ الناس جهراً

بسوءٍ مَجَّ صاحبُه النزاعا

فإن ظلِمَ البريءُ ، وضاع حقٌ

ليَجهرْ ناشراً بالصاع صاعا

وأسفرتِ الإبانة عن لئام

قد احتاجتْ مكائدُهم شُجاعا

يردُّ على الأراذل ، لا يُبالي

سُفوحَ البَند جاز أم الطِلاعا

وينتزعُ الحقوقَ من الخزايا

فإن الحق يُنتزعُ انتزاعا

ولا يحتاجُ أمرُهُمُ الترَوِّي

فما الأمرُ استوى كالأمر ماعا

له حِيَلٌ ثلاثٌ في التلاحي

قد اتبعَ الهُدى فيها اتباعا

فأولاها القريضُ له شُواظ

لعل الهُزء يُقتلعُ اقتلاعا

وثانيها الدعاء على غِلاظٍ

غدا حلاً جميلاً مستطاعا

وثالثها انتظارُ لقاء رَبٍّ

يُعيدُ الحق مُذ ولى وضاعا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة