عدد الابيات : 31

طباعة

إنما اليُتمُ يَسَارٌ وغِنى

وانتصارٌ رَغم ألوان العَنا

وابتشارٌ بالخيور ازيَّنتْ

واعتلتْ حِصنَ التحدي مَسكنا

كابدتْ أمٌ ، وجافى زوجُها

وأتى فِعلاً دَنيئاً أرعَنا

لم يكنْ في قلبه الجافي وفا

ولآيات الهُدى ما أذعنا

أزه العِندُ ، وأغراهُ الأذى

لم يكنْ فيما ارتآهُ مُحسِنا

وانبرى يهذي بأشقى حُجَّةٍ

بكُليماتٍ تبدَّتْ مَطعنا

أنكرتْ أمٌ وقالتْ رأيها

لكن الزوجُ لحق ما انثنى

قال: هذا ليس مني ، فافهمي

لستُ أهوى قط أن يبقى هُنا

فمضى الابنُ البئيس المبتلى

بعد أن ضاقتْ على الساري الدنا

ثم جَنَّ الليلُ ، واسودَ الدجى

ومِن الظلمة قد يأتي السنا

جعلَ السُّكنى بأرجى مسجدٍ

وعلى الحُسنى (إمامٌ) بَرهنا

بذلَ الخيراتِ ، لم يبخلْ بها

جَلَّ سَمْتاً ، وتسامى مَعدنا

وأهالي الحي ساقوا جُودَهم

وأنالوا الأعزبَ الشهمَ المُنى

زوَّجوهُ حِسبة ، يا سعدَهم

فإذا بالعيش يُشجيه الهنا

زالَ عنه اليُتمُ ، باتوا أهله

وتوَلتْ كل أصناف الضنا

وغزتْ تفكيرَه أمٌ نأتْ

بدُعاها الابنُ باهى ، واغتنى

كيف ينساها ، ولم تغدُر به؟

هل له عنها بما قالت غِنا؟

نصبَ عينيه زهَتْ أطيافها

كلُّ طيفٍ غالَ كرباً مُحزنا

بضعة الأعوام أمستْ أدهُراً

وكأن البُعدَ وافى أزمُنا

زارها والأنسُ يُشجي قلبه

وإذا بالدمع يُزْكِي أعيُنا

غربة طالتْ ، وشبَّتْ نارُها

وحبيبُ الروح فيها أمعَنا

رحَّبَتْ بابن وزوج أشرقتْ

وحفيدٍ بالتلاقي دَندَنا

قال: يا أماه دنيا أقبلتْ

حوَّلَ الرحمنُ صعبي هيِّنا

دعوة هذي استُجيبتْ صدِّقي

وغدا حالي ببُعدي أحسنا

فافرحي لي ، واقرئي أقصوصتي

قصة التمكين طابت والغنى

ما اختفى منها لقد أعلنته

كل سر في حياتي أعلنا

ازرعي الآمالَ في نفس خبتْ

عزمُها بالقهر أضحى موهنا

كل حي سيُوافى رزقه

كاملاً مستكملاً قبل الفنا

أعلِمينا أنما اليُتم مَضا

وسبيلٌ للتنامي والبنا

وقضاءُ الله باليُتم قضى

لليتامى أن يُنادوا: ربنا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة