الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » أمنية كافور الإخشيدي!

عدد الابيات : 58

طباعة

للمُلكِ في أصحابه تأثيرُ

مَجدٌ تمنى نيله كافورُ

إن المُنى كم تصطفِي أربابَها

وبهم تلفُّ مطامحٌ وتدور

وتُداعِبُ الآمالُ مَن يحيا لها

ولها نسيمٌ في الدلال عطير

أسألت نخاسيهِ ما أثمانُه؟

عبدٌ يُباعُ ، وما له تسعير

ومَن اشتراه فقائدٌ ذو همَّةٍ

خبَرَ الرجالَ ، له بهم تنظير

ورأى بـ (ـكافور) خِلالَ رجولةٍ

هذي الخِلالُ يُعِزها التحرير

شكرَ الشراءَ لسيدٍ متفضل

وجميله بين الورى مَقرور

واهتمَّ لم يتركْه عبداً مُهمَلاً

وفؤادُهُ كالقِدر حين يَفور

بل علمَ العبدَ الرماية ، فاستمى

ونمَتْ لديه مَقاصِدٌ وأمور

وتعلمَ الجُندية ابتشرَتْ به

وتعلمَ المِغوارُ كيف يُجير

وسلوكُه الهيجاءَ مُعتركٌ له

إما أغارَ على العدا – تدبير

والفذ (إخشيدُ) الديار له حِجا

إذ علّمَ (الكافورَ) كيف يُدير

ربَّاهُ تربية تعذر وصفها

فالعبدُ في قلب النظام وزير

 كافورُ أمَّلَ مُلكَ دار باذلاً

جهداً إلى أنْ جاءه التأمير

ما انفك يَختبرُ التحمُّلَ والقوى

ويَجدُّ فيما يبتغي ويثور

مازالَ يرسلها شرارة طامح

يسعى ، وليس على الحقوق يجور

مازال يَدْأبُ في اصطبار دائم

ويَسوقُ رأياً للمَلا ويُشير

مازال يقتحمُ الصِّعابَ غضنفراً

لم تعضُل البطلَ الهُمامَ ثغور

الفارسُ المِغوارُ تصقله القنا

والقائدُ المِقدامُ بات يُغير

الفاتحُ الغازي تُشرِّفه الوغى

ويُثيرُ خاطرَه الجسورَ نفير

والجُندُ في الميدان طوعُ بنانه

أسَدٌ على خير الجنود هَصُور

أبقى على (الإخشيد) دولته التي

كم غالها التضييعُ والتتبير

واستقرئ التاريخ عن غزواته

فالفتحُ بعد الفتح ، والتبشير

وسل الروافضَ أدركوا سلطانه

وبأنه إمَّا غزا منصور

وكم ارتجوا موتاً يزف زواله

أو أن يكون لمُلكه التدمير

مُتشيعون ، ويَدَّعون شرافة

فهل الشرافة يا غثا (دِيكور)؟

برئتْ مِن الضُّلّال (فاطمة) الهُدى

هذا انتسابٌ يَعتريه الزور

قالوا عن (الكافور) أسوأ قولهم

وهمُ العُتاة المجرمون البُور

حَجَراً رأوهُ أسوداً مُتغلباً

في حُكم (مصرَ) ، وفي لقاهُ شرور

لكنه بالعدل قاد دياره

والمالُ فاضَ بمصرَ ، والتيسير

هذا هو التاريخ أصدقُ شاهدٍ

لمن اشتهى حقاً ، فلا تزوير

نادى المنادي مَن يريد زكاتنا

والناسُ قالوا: حالنا ميسور

وبعهده أعطى التوسُّعَ حِصة

وعلى بلاد الشام كان ظهور

وعلى (الحجاز) تكثفتْ حَمَلاتُه

لمَّا يكنْ فيها وَنىً وفتور

عقدان في حكم البلاد فما اشتكى

فردٌ ، ولم يكُ في الديار فقير

هي سيرة (الأستاذ) عاطرة الشذى

مهما تطاولَ حاقدٌ مَوتور

هذا (أبو المسكِ) الكريم عطاؤه

هو بالألى افتقروا إليه خبير

هو عظمَ العلماءَ ، أكرمَ شأنهم

في باحة القصر العظيم بُدور

حلقات علم لا تسلْ عن حسنها

ودروسُ فقهٍ شرحُهن يَسير

هو قرَّبَ الشعراءَ ، تاقَ لشِعرهم

ورعى القصيدَ كأنه الجمهور

ومواقفُ (المتنبيْ) ليس تعيبُه

بئسَ القصائدُ ما بها توقير

المدحُ كان لجلب داعية الغِنى

والذمُّ كان وراءه التقتير

وإذن فمرتزقٌ يُؤملُ حَصة

مِن مال مَن أودى به التعيير

وإذا القصائدُ أسفرتْ عن رجسها

وعلاجُ مَن أدلى بها التعزير

يا سيدَ (الأحباش) صِيتُك طيبٌ

ولأنت مما قيلَ فيك طهور

واسألْ (بني العبَّاس) عن مدح الذي

نصرَ الحنيفة ، واحتوتْه الدور

وله بمصرَ رَعِية فخرتْ به

والشعبُ مما شاده مبهور

 كافورُ عانى ظلمَ أسيادٍ مضوا

كم عذبوه ، ولم يكنْ تبرير

لم ينسَ تاجرَ زيته وعصيره

خابتْ تجارتُه ، وخابَ عصير

قاسى مِن الجَور الكثيرَ ، فما اعتدى

والعادلُ المحبوبُ ليس يجور

لكنما (الإخشيدُ) قدَّرَ جُهدهُ

ولكل فذٍ مُحسن تقدير

لمَّا يكنْ (كافور) يقرأ أسطراً

وكذاك لم يكتبْ ، فحلَّ النور

إذ علّمَ (الإخشيدُ) عبداً مخلصاً

فتلا وسَطرَ ، واستمى التسطير

ورفيق (كافور) ضحية بطنه

وطموحُه نارٌ زكتْ وقدور

وتحقق الأملُ الذي هو رامَه

فالبطنُ مما قد حواه قرير

ورفيقه (كافورُ) أدرك ما ارتجى

المُلكُ جاء ، لذا استراحَ ضمير

للأمنيات صِحابُها ودروبُها

إن الذي يهَبُ الأنامَ قدير

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1954

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة