١٩٩١ هيا نرحل
سارت معي نكبات الدهر في كل طريق
و انثنى الحض معي دون عون او رفيق
و توالت حادثات الدهر والدنيا تضيق
في بغداد لا مأوى سوى البيت العتيق
قرية يرثى لها ما عساك تعرف لك صديق
فمتى تصحوا القرى و في العراق تستفيق
كثر الهم بقلبي ما عساني للهم اطيق
ما تترك الحرب سوى رماد ما بعد الحريق
محنة فد عبثت بالقلب و القلب رقيق
النفوس حيرى، تائه يسأل تائه دلني اين الطريق
كغريق في بحرْ يطلب العون و البحر عميق
انا عصفور البوادي انا حرٌّ في الهوا حرُّ طليق
لست اذعن لست اعدل إنَّ في العين بريق
في الحصار لا خبر ياتي سوى بغداد تمعن بالنعيق
لا فرج فيها سوى خراب الحرب أهدانا لضيق
و الكلام همس و الجدران تسمع و احذر من رفيق
حاذر الولدان محسوب عليك كل زفيرك و الشهيق
عاث بالناس جوعٌ و نواة التمر تطحن في الدقيق
كانت احلام الصبا وردية أوعدتني شهد و رحيق
و اليوم تيه في تيه و حيرة دلني أيُّ طريق
حدثونا عن ابطال عن أمجاد في الماضي السحيق
منيتي الأولى اتركوني إذ انا في الهوا حرًّ طليق
انني عاهدت نفسي بالفرار اليوم و العهد وثيق
"هيا ننزح عن بلاد ما لنا فيها صديق"
سالت رشداً يا صحابي فهل الي من قلب شفيق
فالعراق بلد الأحرار سليل ذالك المجد العريق
ما لنا فيه اذ حكم الباغي و قطاع الطريق
باني شهدت ظلماً و جورا ان نفسي لا تطيق
اني أحزمت المتاع و عرفت الدرب و أحضرت الرفيق
"هيا نرحل عن ديارٍ ما لنا فيها صديق
229
قصيدة