عدد الابيات : 55
رسمُ دارٍ في رمالٍ دارساتِ
رسمُ دارٍ ما تبقَّى منهُ شيءٌ
كلُّما مرَّ نسيمٌ في صباحٍ
كلمَّا قد طالها ريحُ شمالٍ
وكأنَّ الدار ما كانت بيومٍ
وكأنَّ الربع فيها ليس ربعاً
تشرح الصدر وتسترعي اهتماماً
أمستِ اليوم خراباً ليس إلَّا
قبل أن تلقى من البين مصيراً
هل تراها مثلما عيني تراها
وبها برقٌ تجلَّى عن بصيصٍ
ذاك مصداقٌ لقولي إنَّ قومي
فيهمُ السعدُ وألطافُ وجوهِ
فيهمُ الإِخلاصُ عنوانُ معانٍ
ساد فيهمْ كلُّ حزمٍ من رجالٍ
أهلُ جودٍ لن ترى في الجود إلَّا
تلك بغداد التي لله تُعزى
من رجالٍ في سبيل الله تفنى
أذ رأيتَ الخير في الدنيا شحيحاً
دوحة الزوراء تلك الأَرض أرضي
دوحة الزوراء أرضٌ عشتُ فيها
زانها مجدٌ على مرِّ سنينٍ
ثُمَّ وافاها لفيفٌ من أُناسٍ
لم يراعوا حُرمةً لله فيها
هُمْ أهانوا كُلَّ حُرٍّ في بلادي
واستباحوا عزَّةَ الإنسانِ فيها
فسلاماً أيّها الأرض سلاماً
رحمة الله على شعبٍ كريمٍ
كان إنساناً وفيهِ عزُّ نفسٍ
إنَّه اليومَ كعصفٍ من أثيثٍ
تأكلُ الإحزابُ من خيرات أرضي
ذلك الفقر الذي في الناس يشري
ليس معقولاً بأنَّ الناس تبقى
أين ما ولَّيتُ وجهي صرتُ ألقى
وكذا شاهدتُ أطفالاً صغاراً
وكذا شاهدتُ في الليل سكارى
وكذا شاهدتُ منحطًّ يغني
وكذا شاهدتُ ما يُدمي فؤادي
في بلادٍ ليس للتعليم حظٌّ
ليس للإنسان حقٌّ واحترامٌ
قسماً باللهِ يا بغــداد أنَّـي
ضقتُ ذرعاً من أساليبٍ لقومٍ
ذلك الشعر الذي ينسابُ منَّي
ثُمَّ أنَّي كلُّما ضاقت سبيلاً
في سؤالٍ يبعثُ الحزنَ بنفسي
هل بقى في الناس للأرضِ انتماءٌ
حقبةٌ تمضي علينا ثُمَّ تأتي
وتفائلنا كثيراً عندما قد
وتموتُ الناسُ لاشيءٌ كأنَّ
تأسفُ النفسُ على وضعٍ معيبٍ
ويح أمِّي إن بقى في العمر يومٌ
ما بقى في الأَرضِ خيرٌ بعد بغدادَ
ما بقى في الأَرضِ خيرٌ بعدما قد
23
قصيدة