عدد الابيات : 17
ما أنشَبَ الدَّهرُ فِينا مِخلَبَيهِ سُدَى
تُشفَى الجِراحُ ويَبقَى للنَّزيفِ صَدَى
عادَت رِياحٌ مِنَ التَّاريخِ تَحمِلُنا
على النِّضالِ فَكُنَّا للنِصالِ يَدا
كأنَّنا حِينَ قالَ اللهُ لا تَهِنُوا
لَم يَقصِدِ اللهُ فيها غَيرَنا أحَدا
كُلُّ المَدائِنِ كانَت في بُلَهنِيَةٍ
إلَّا دِمَشقَ على أهدابِها بَرَدَى
قُمنا نُعالِجُ ما كانَت تُكابِدُهُ
أرضُ الشَّآمِ فَكُنَّا للشَّآمِ فِدَى
لَسنا بُغاةً ولَكِنَّ الدَّعِيَّ بَغَى
ولَن يُزَمجِرَ مَن لَم يَقتَلِع أسَدا
يَشتاقُنا عَطَشٌ في كُلِّ ٱنِيَةٍ
صامَت لِوَجهِ سَرابٍ أيقَنَتهُ نَدَى
عُدنا إلى شَاطِئِ التَّاريخِ نَبدأُ ما
كُنَّا نَسينا لِنُسدِي للأُمُوسِ غَدا
هَذا الجَنِينُ طَوالَ القَهرِ آنَ لَهُ
أن يُستَفَزَّ ولِلمَقهُورِ أن يَلِدا
تَسَوَّقَ المَوتُ مِن احيائِنا صُوَراً
رَهنَ الصُّدورِ سَتَبقَى دائِماً أبَدا
نَحنُ السُّراةُ إلى المَجهُولِ كَيفَ لَنا
إذا خَشينا مِنَ الأهوالِ أن نَفِدا
نُصارِعُ الوَقتَ يَطوِينا فَنَغلِبُهُ
لَنا الحَياةُ وبَينَ الخالِدِينَ مَدَى
العاقِدُونَ على إصرارِنا أمَلاً
إذا تَمايَد أو مِدنا بهِ انعَقَدا
سنَجعَلُ المَوتَ مِيلاداً لِثَورَتِنا
ومِن ضَلالَةِ أبناءِ الزُّناةِ هُدَى
ماذا جَنَيتَ؟ جَنَيتُ المَوتَ في شَرَفٍ
فالمَوتُ أشرَفُ ما في ناظِرَيَّ بَدا
هذا الحَنِينُ إلى ما أدمَنَتهُ يَدِي
مِنَ التَّعَلُّلِ بالٱمالِ باتَ رَدَى
ولَو عَزَفتُ عَنِ المَسعَى إلى قَدَرِي
لَما وَجَدتُ مِنَ المَقدُورِ مُلتَحَدا
72
قصيدة