الحديث

باسم الله مجرانا و مسرانا فكل 

القلوب كلمى من دمِّ جرحانا و قتلانا

جربت من عظيم المكرمات مذاقها

ولم اجد خير من كلام الطيب احسانا

و ما اجمل اليوم اذا ما صاحب

الدار  بالترحيب و التهليل حيانا

اذا مدحك المادحون بجملة تأوب

الى الاهل بحسن القول سكرانا

خسأ اللئيم تجده ينبش الاعراض

عن حسد يسيء لهم تظليلا و إمعانا

و ليس كمثل اغتياب السوء منقصة

و وقعها على النفس غماً و خذلانا

لا بلاك الله في الدنيا بخلةٍ

حديثهم تعنيف و العتب طغيانا

و الملامة و التعزير بأس الرأي

و ياحبذا النصح إن جادته اخوانا 

طيب الكلام قد يشفي النفس من 

سقمٍ و يشفي قراح القلب احيانا

ان الحديث و الآداب محض صنعة

يجيدها قليل الناس لطفاً واتقانا

جُلُّ نفوس الناس كلمى في سرائرها

لعلها من طيّب القول تستشفي سلوانا

و ما اجمل ما قول الصديق اذا 

كان يعنيه سراً كما تفوه فيه اعلانا 

فَظُّ الخطاب بين الناس كالعدوى

وإحزانهم اليك مرجوع  أحزانا

فظُ الحديث اذا يبلغ مسامعْكَ

يدمي القلب حيناً و يبكي العين احيانا

 لا تفشي اسرار الصديق فلا امانةٌ 

اذا مُستودع الاسرار للأسرار خانا

و اذا حدّثتَ بمجلس فلا تجهل القاصي

و لا تزجي للصبيان نسبانا

::::

 

ما ضر لو تم تجميل الخطاب

فكان كل الناس أعواناً و اخوانا

فظ الخطاب إثما تبوء به

و تحصدهُ احقادً و اضغانا

كل امرؤ و لو عزّت مراتبه 

في تلافيف النفس للإطراء ظمآنا

حنانيك فكر و لو قليلا قبل أن

تسدد نبال جوفكَ و اللسانا

جراح الطعن تُشفى و للسان 

جراح  ينكئها التذكار أحيانا

قُرُح الابدان على مرور الدهر تنسى

و ما لقروح القلب نسيانا

لا تنسى اننا نزلنا بدار بلوى

و ما بلواك الا ذات بلوانا

و لا تعجب من نوع البلى

فالبلوى تأتي اشكالا و الوانا

عذب الحديث يمر بالصادي

إذن يعود له بالنشوى ريانا

و له على النفس كفعلِ النار 

اذا مسّتْ حديد الصلب قد لانا

دفيء المودة رحمةٌ و ليس

كمثل حرمانٍ من الود حرمانا

حاذر كلامك لا تجرح به احداً

فتمسي اثيم القلب ندمانا

جريح الحرب قد تغفوا لواحظه

و يبيت جريح الكلمُ وسنانا

و فُحش الحديث يقصي فلا

الأهل أهلٌ و لا الجيران جيرانا

لا تهن الحر الكريم جهارا

و حذارِ من ردِّ الكريم اذا هانا

ان توبيخ الكريم على الملأ

اثمٌ تبوء به بغيا و عدوانا

فاجعل الرفق بالأنسان اذا 

دار الحديث للأقوال عنوانا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح المنديل

صالح المنديل

232

قصيدة

طبيب و شاعر منذ ١٩٨٢

المزيد عن صالح المنديل

أضف شرح او معلومة