عدد الابيات : 16
جئنا الى دارٍ اذا أنصفتُها
سَمّيتها داراً مخصص للعقاب
لفترةٍ وجيزةٍ بها من جاء
جاءَ من تراب و يُردُ للتراب
تنوحُهُ النائحات اذ يَندُبن
حظّهُ يا ويلاهُ لَذا المصاب
في حياته ربما كان لئيمٌ طامعٌ
و اليوم يُندب كأَنه البدر و غاب
تمرض و تشقى و جوع و كد
من مطلع شمسها حتى الغياب
و من كسب مالاً و جاه يرتقي
و يدعى بينهم عالي الجنابْ
و إن كان المالُ سحتاً حراماً
و المال يُحسب لهُ أيُ الحسابْ
اذا رأيت اصحابي شيوخاً سفهاء
لعنتُ و لن أندم على ذاك الشبابْ
تبادرني الأمراض و خوفاً من شقاء
لا الذنب ذنبي و لا على الدنيا عتابْ
أما الأماني فهي نجومٌ لا تطال
و الوسائل ليس الا سطور في كتابْ
إن هجرتَ الناسَ تموتُ شوقاً
و إن دنيتهم أتحفوكَ شتماً و سبابْ
فكم من نفسٍ تتمنى الموتَ
و ليس لها من دعاءٍ مستجابْ
تشقى الدهر في كل يومِ بعالمٍ
فيه حتى لقمةُ العيشِ حرابْ
و الدهر و الناسُ تسعى جهداً
لتنزل بالجسمِ أ شكالَ الخرابْ
دنيا جرداء و ما احلامها و الآمال
فيها سوى سرابُ يتبعهُ سرابْ
و حروب فيها الناسُ تشقى
أضغانُ الطغاةِ غرمَها دمُ الشبابْ
232
قصيدة