أُحبُّكَ!    

 

 قالتْها بَعدَ تردُّدٍ،

وَمَضتْ على خَفَرٍ

تُعانقُ أنْجمَ اللَّيلِ،

وتَخْرِقُ وِحدَتي،

وبقيتُ ما بينَ الذُهولِ

وبينَ لوعةِ خافقي،

فكأنَّني

لمْ يَجْرِ بينَ جُفونِها

عُمري كأسرابِ القَطا،

أو أنَّني

ماءٌ تَمددَ فوقَ كفَّيها هُنيهَةَ

ثمَ سارعَ في الخُطى.

  *****

قالتْ أُحبُّكَ!!

حبيبتي
يا ليتَ أنَّكِ لَمْ تقولِيها فإنَّه

ليسَ يُرغِمُكِ الهَيامُ

بأََنْ تبُثِّي سِرَّكِ المكنونَ

ما بينَ اللَّيالي والحَشا،

وليسَ يَثنيني سُكوتُكِ

مِنْ عِناقِي لحُبِّكِ المنثورِ

في وهجِ الصَّحارى والغضا.

    *****

(ريميَّةٌ)(1) أنتِ!

صَفاؤُكِ مُذْهلٌ، والأرضُ

تُخْرِجُ كَنزَها إِنْ تأمري،

وسوادُ عينيكِ المسافرُ

في ظلالِ الجَفنِ يختصرُ المسافةَ

بينَ قلبينا فنَشردُ..

نَقطفُ الأضواءَ مِنْ بحرِ المَجرَّةِ،

ثمَّ يجمعُنا الحنين،

فأدورُ في فلكِ اللِّحاظِ،وأنتهي

ما بينَ كفَّيكِ

وثَغرُكِ يَستميلُ تردُّدي..

فلتَرفِقي!

لا لستُ أَقْدِرُ أنْ أقاومَ

فِتنَةَ الشَفتينِ

إِنْ بَدَتِ الضَواحُكِ في الفَمِ.

    *****

 

ريميَّتي!

انتظري ولا تَستَعجِلي الأيامَ

إِنَّ الوقتَ يَبني بينَ جَفنيكِ الأَماني،

واتركي الأحلامَ تُورقُ

فوقَ أَشجارِ التَرَوِّي،

وامنَحِيها بعضَ صبرِك،

وامنَحيني بعضَ قلبِكِ،

إنَّني مُذْ هَزَّني سِحْرُ الخَواطرِ

بينَ جَفنيكِ

نَسيتُ الأرضَ والإنسانَ

في الزمنِ المُسافرِ.

(1)       ريميّة:اسمٌ للغزالِ الناصعِ البياضِ بلُغةِ أهلِ منطقةِ الجوفِ في المملكةِ العربيَّةِ السُعوديَّة. 
 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شاهر إبراهيم ذيب

شاهر إبراهيم ذيب

117

قصيدة

طبيب استشاري أمراض جلدية وشاعر. ولد في بصرى الشام عام 1961، ودرس وأنهى فيها المرحلة الثانوية ثم التحق بكلية الطب البشري بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1985. أثناء خدمته العسكرية الإلزامية تحصل

المزيد عن شاهر إبراهيم ذيب

أضف شرح او معلومة