أتُصَدِّقين!
أَتُصدِّقينْ!
إِنْ قُلتُ أَنَّكِ لمْ تَعودي
مِثلما كنتِ بقلبي قَبْلَ حِين؟
بأنَّ ليليَ لمْ يَعُدْ يَثنيهِ
لحظُ عيونِكِ الفتَّاكُ
مِنْ أَنْ تَنتَفي
في موجِهِ حُرْقى الحنين،
وأنَّ أيَّامي استراحتْ
مِنْ لُهاثاتي وراءَكِ
بينَ زهرِ الأُقحوانِ،
وبينَ عِطرِ اليَاسمين.
*****
هلْ تَذكرين!
قدْ كُنْتِ حَرْفاً في مدارِ الشِعرِ
يَرسمُ في دُنَايَ
مَعالمَ اللُّغزِ المُسافرِ
عَبْرَ أمواجِ التَردُّدِ والسؤالِ،
ويَزيدُني سَفراً لعَلِّي
أستطيعُ الوَصلَ ما بينَ
الحقيقةِ والخيالِ.
قَدْ كُنتِ تلكَ الجُذْوةَ الشَّمْطاءَ
تُرْهقُ حِسَّ أعضائي...
تَهُزُّ رَتابةَ الأشياءَ
في عقلي،وتُجبرُها
على إطلاقِ طاقتِها،
وتَعْصُرُ مَاءَها الغَيْداقَ في قلبي
فلا يُضْنِيهِ أيُّ عَطاء.
قَدْ كُنتِ
مُنذُ سكنتِ في قلبي نداءً
ليسَ يُسْكِنُهُ انغماسي
في غَضا عينيكِ،
أو في تَنهيدةِ الصَدرِ المُبَرَّحِ
بالتياعِ الشَوقِ
للثَّغرِ المُوشَّحِ بالبَهاء.
والآنَ يا ياقوتَتَي،
وبعدَ ما بُحتُ لكِ
أتصدِّقينَ!!
بأَنَّ في مَقدورِ هذا القلبِ سلواكِ،
وأنَّ نُجومَ ليلاتي وأيَّامي
استراحتْ من لُهاثاتِي
وراءكِ بين أشواكِ الْتِياعي والحَنين!
أتصدِّقينْ... !
117
قصيدة