الديوان » بغداد سايح » ويسألونك عن الصداقة

عدد الابيات : 41

طباعة

ْالـكـونُ تـكْـتشِفُ الـصّـداقةُ روْنَـقَـه

مُــذْ جــاءَ يـزْرعُها الـوفاءُ مـعَ الـثِّقَهْ

حـتّـى نَـمـتْ بِــدمِ الـمحبّةِ شُـعلَةً

أنْــوارُهــا أبَـــدَ الـتّـسـامُحِ مُــورِقَـهْ

تُـرْخـي إلــى ظُـلُـماتِنا وهـجَ الإخـا

حــتّــى تُــبـرْعِـمَ لـلـمـودَّةِ زقْــزَقَـهْ

و الــمـاءُ يـفـهـمُها يُـصـافِـحُ أرْضَــهُ

كــيْ يُـنْـبِتا فــرَحَ الـتُّـرابِ فَـنعْشَقَهْ

و الـظـلُّ مُـبـتسِماً يــرى رعـشـاتِها

بـيـضـاءَ يـسـكُبُها الـمـدى مُـتـعتِّقَهْ

مـا زالَ يُـبْصِرُها عـلى جسَدِ الثرى

سـمـفـونِياتِ نـــدى تُـــراودُ زنْـبَـقَهْ

مـوْجـاً يُـعـانِقُ فــي الـحكايةِ رمْـلَها

و الـبـحْرُ ذاتَ هـوىً يُـصاحبُ أزْرَقَـهْ

غـيْـمـاً تُـعـلِّـمُهُ الـسـمـاءُ هُـيـامَـها

كــيْــمـا يُــرتِّــلَ غـيْـثَـهـا و تُــؤَرِّقَــهْ

دَمْــعـاً تُـصَـيِّـرُهُ الـمـشاعرُ بـسْـمةً

تـغزو الأسـى بـلظى البهاءِ فتُحْرِقَهْ

مــسـمـارَ أمـنـيَـةٍ تــرنّـمَ شـامـخـاً

و امـتدَّ فـي الغدِ و المواجعُ مِطْرَقَهْ

مــجـذافَ قـافـيَـةٍ تُـرافِـقُـهُ الـــرُّؤى

و الـشِّـعرُ ذو شـجَـنٍ يُـبـارِكُ زوْرَقَـهْ

هـذي الـصّداقةُ أعْشَبَتْ لَهَباً على

درْبِ الـحـقيقةِ تـسْـتنيرُ بـها الـمِقَهْ

لـــــولا تــأجُّـجُـهـا بــــدَوْحِ حـيـاتِـنـا

مــا أدفـأتْ حُـلُمَ الـفراشةِ شَـرْنَقَهْ

مــا أنْـبَـتتْ نَـغَـمَ الـسّـعادةِ لـفْـظةٌ

بـالـوشْوشاتِ و بـهْـجةٍ مُـتَمَوْسِقَهْ

مـــا جـفَّـفـتْ عـبـراتِ مـوْطِـنِنا يــدٌ

تـخـطو عـلى ورَقِ الـنّضالِ لـتُنْطِقَهْ

مــا ضـمَّتِ الـكلِماتُ شـامِخَ بـوحِها

مــا غــادَرتْ ظُـلَمَ الـرّدى الـمُتَمَزِّقَهْ

نــارُ الـصّـداقةِ حـينَ نـحْطِبُ خـوْفَنا

بـالـدِّفءِ تُـلْـهِمُنا الـمعانيَ مُـشْرِقَهْ

أنْ يـحْـضُنَ الـوتَـرُ الـبـريءُ نـشـيدَهُ

و يــصُـبَّـهُ شــغَـفـاً لـــهُ و يُـرَقْـرِقَـهْ

أنْ تـصْحَبَ الخُلُقَ المُضَمَّخَ بالتُّقى

بـنـتٌ تـفـوحُ هــدىً فـتـذبُلَ مُـوبِقَهْ

أنْ تُمسِكَ الزَّهراتُ شَعْرَةَ شمْسِها

و الــشّــوقُ مُـنْـتـبِهٌ لــهـا لِـتُـعَـبِّقَهْ

أنْ يـحْـمِلَ الأفُــقُ الـوفِـيُّ سَـمَوْألاً

فــي مُـقْـلَتيْهِ و لـيسَ يُـبْصرُ أبْـلَقَهْ

أنْ يــسْـتـظِـلَّ أخٌ حـــنــانَ أُخُــــوَّةٍ

أوْ تـسْـتفيقَ بــهِ الـخِـصالُ مُـحَلِّقَهْ

أنْ تُـطْـفِـئَ امْــرأَةٌ جِــراحَ صـديـقةٍ

تـــذوي بـــأوْردةِ الـهُـمـومِ مُـعـلَّـقَهْ

أنْ يــهـزِمَ الأمَـــلُ الـصّـديـقُ كـآبـةً

دهْــمـاءَ تـجْـتذِبُ الـطُّـموحَ لِـتُـغْرِقَهْ

يــا شـاعـراً رسَــمَ الـصّـداقةَ قـلْبُهُ

ألــوانُــهُ شِــيَـمُ الأُلـــى الـمُـتـألِّقَهْ

عُــدْ مـنـكَ مُـخْـترقاً أنــاكَ لـفَـهْمِها

سِــــرّاً يــنــوءُ بـــهِ تَـكَـتُّـمُ بَـوْتَـقَـهْ

لــــوْلا مُـصَـادَقَـةُ اللهيـــبِ لِــعُـودِهِ

مـــا فــاحَ حُـبُّـهُما فـتَـضْحَكَ أرْوِقَــهْ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بغداد سايح

بغداد سايح

235

قصيدة

كاتب وشاعر جزائري، من مواليد العاشر جويلية عام 1983 بمغنية تلمسان، له جوائز أدبية كثيرة وطنيا ودوليا، من مؤلفاته: إليها المسير، مذكرة نورس مغناوي، قناديل منسية، صهيل البدايات، سمفونية جرح بار

المزيد عن بغداد سايح

أضف شرح او معلومة