الديوان » وحيد خيون » سجِّل ليَ السَّبْق

عدد الابيات : 38

طباعة

لا لستَ يا طيبَ الأعراقِ إيراني

بل أنت أيضاً عراقيٌّ ولبناني

وأنت ذاك الفلسطينيُّ متّجهٌ

للقدسِ لم يختلفْ في عشقِكَ اثنانِ

أنتَ اليمانيُّ في أقسى معارِكِهِ

وأنتَ قلبُكَ سوريٌّ وبحراني

مقاومٌ نبضُهُ تحريرُ أمَّتِهِ

لم ينتظرْ ذاتَ يومٍ شُكرَ إنسانِ

كلُّ العراقِ أبو مهدي برمتِهِ

وكلُّ إيرانَ قد صارت سليماني

فأنتما اثنانِ مصداقٌ لوحدتِنا

جزاكما اللهُ إحساناً بإحْسانِ

اليومَ منزلُنا الخالي بهِ شجَنٌ

يا منزلي المتبنِّي كلَّ أحزاني

قد كان دمعُ عيوني غالياً صلِفاً

واليومَ ينزلُ دمعُ العينِ مجّاني

بنيتُما في قلوبِ الناسِ أبنيةً

أقلُّ ما قيلَ فيها أحْسَنَ الباني

النورُ نورُكُما غطى مآربَنا

وأسرجَ الليلَ للقاصي وللدّاني

لسنا الوحيدينَ نستقصي مآربَكمْ

بل أنتما اليومَ ضَيْفا كلِّ وجدانِ

أرثيكُما مثلَما أرثي رحيلَ يدي

يومَ النزالِ وأرثي خيرَ إخواني

ما فكروا ذاتَ يومٍ في مصالحِهم

ولم يبيعوا أمانينا بأثمانِ

كأنَّ ساحةَ حربٍ في مضاجِعهم

ينامُ حرّاً ويمشي مشيَ فرسانِ

قد كانَ يعلو ولكنْ كانَ داخلُهُ

إلى نزولٍ فأضحى عاليَ الشّانِ

إخلاصُهُ كانَ جُزْءاً من عقيدتِهِ

يطوي المضامينَ في إطلاقِ برهانِ

ما للأنا من نصيبٍ في سلوكِهِما

حتى إلى الموتِ سارا سيرَ عِرفاني

كأنما الناسُ قد جاءت تشيِّعُهمْ

كما البراكينِ قد حفَّتْ ببركانِ

سبحانَ واهبِ حبٍّ لانظيرَ لهُ

فالحبُّ بعد مماتِ الحرِّ رباني

أزواجُهم وهمُ الأحياءُ تحسَبُهم

مستشهدينَ وترثيهم بفقدانِ

أولادُهم لم ينالوا من عواطفِهم

بقدر ِما نال في الحربِ الفريقانِ

تشتاقهم خافراتٌ من عوائلِهم

قد أوْحشوا كلَّ أهليهم بهجرانِ

تكاثفَ النخلُ واصطفّتْ مناهلُهُ

من حولِهم فهما في الأرضِ نهرانِ

أعْطَوْا لأمتِهم عنوانَ عزتِها

وما استدلوا لأهليهم بعنوانِ

كانا سجينينِ مطلوقٌ سراحُهُما

واليومَ ما عادَ في السّجنِ الطليقانِ

كفاكما واصفٌ يختارُ مفردةً

بأنْ يُقالَ هما جدا كبيرانِ

كيفَ العراقُ أبا مهدي أتترُكُنا

ولُفَّ عهدُ تلاقينا بأكفانِ

ممزّقُ الجسدِ البالي فيا أسفي

عليكَ يا عينُ ما نامتْ بأجفانِ

وأنتَ يا قاسمُ القدِّيسُ يا جسداً

مقطعاً قد أتانا منكَ كفّانِ

كأنّ كفَّك للعباسِ تُرسِلُها

أعطيتَ كفّاً وهذا كفُّكَ الثاني

الثأر هذا قرارٌ لا مناصَ بهِ

مُجدَّدٌ كلّما جدَّ الجديدانِ

فلا بقاءَ لأمريكا بموطِنِنا

ولا مجالَ لأمريكا بأوطاني

سيشعرونَ بمعنى الإغترابِ غداً

نحنُ الصقورُ وهم أسرابُ غربانِ

النصرُ هذا حديثٌ صحَّ ناقلُهُ

وقد رواهُ مُفيدٌ والصّحيحانِ

سجِّلْ لي السَّبقَ أني واقفٌ معهم

وسَمِّني يا صغيرَ العقلِ إيراني

فالمُؤمنونَ لبعضٍ إخوةٌ أبداً

واللهُ يأمرُني طبقاً لإيماني

أنا بلادي هو الإسلامُ قاطبةً

وليس لي مِن جوازٍ غيرُ قرآني

وإنّ أعظمَ أحلامي وأصدقَها

أني أكونُ سفيراً للخُراساني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن وحيد خيون

وحيد خيون

52

قصيدة

-ولد عام 1966 في جنوب العراق سوق الشيوخ -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين -صدرت له الدواوين التالية: 1-مدائن الغروب .. 1988 بغداد 2-طا

المزيد عن وحيد خيون

أضف شرح او معلومة