نظرةٌ منها أصابت خافقي

أوليس العشق من فعل النظر

هل تراني جالساً في مأتمٍ

أم تراني ناظراً نحو القمر

هكذا وجهٌ طفوليٌّ خلا

بعده أوجه أبناء البشر

وكأنَّي لم أرَ الحسن ولا

أبصرت عيني من الخود حور

ذلك الأمر أساطير هوىً

لم أنلهُ أو غريبٌ منتظَر

فاتني من لذَّة العيش كما

طيبُ نهديها نسيمٌ وعبر

تلك أرضٌ مات فيها زرعها

منذ عهدٍ ثمَّ أحياه المطر

إنَّ صبّّا قد رأى مالا يُرى

عادةً صار من الجمر أحر

أيُّ شبق ذلك الشبق الذي

يعتريني كلَّما زاغ النظر

شهوةٌ تجعل أمري فاضحاً

تلك نارٌ ليس تُبقي أو تذر

قلت هاتي دوننا الناس هنا

ليس في الكون سوانا من بشر

واكشفي صدراً لعلَّي أبتغي

أقطف الرمَّان من فوق الشجر

أو لعلَّي أسلك الدرب إلى

ذلك المكنون ماتحت الحفر

واصرعيني فأنا الوحش الذي

ليس يرضى أيَّ صلحٍ أو مفر

واجعليني بين كعبين على

مرمرٍ يرنو الى باب ممر

ذلك الثعبان ما نال منىً

منذ ألفٍ بين شقِّين انحشر

لاتبالي وافتحي الباب لهُ

فاذا مات جعلناه أنتحر

بعد هذا غير مأسوفِ على

ذلك العمر اذا ضاع هدر

غير مأسوفٍ إذا مات سدىً

قدَّر اللهُ قضاءً وقدر