عدد الابيات : 29
في صوب الرصافة من بغداد
صلى قلبي للاحبة و ابتهل
إذ رأيتها و هي و صحبها مثل
ربرب في خميلة واعد بالأمل
اذا مشت خلتها حوراءَ تأتيك
اذا ناديتها تمشي على عَجَل
تحدثك حديث الروح و هو غيثٌ
من سحاب المزن للأرض هطل
فحسبت اني قد نلت بالدنيا الظفر
و ذا الحظ جميل و السعد اكتمل
سمراء مهفهفة الطول عيونها
سقيمة حوراء خضراء المقل
يا رفاقي انصحوني في هواها
ما انا فاعلٌ اذا القلب امتثل
صوتها نغمات من بنان
في عشقها الفتيان كادت تقتتل
رحل الاحباب عني فجاةً و جثى
اليأس كما الثلج على صدر الجبل
اخبريني و أصدقيني القول هل
أن مخضوب البنان قد رحل
شفني الوجد بالشوق لها
و رمت قلبي تباريح الوجل
قلت للصاحب إني راحل لديار
الغُرب فانساني و عني لا تسل
فهذي اسباب المودة انقطعت
و عرى الإيصال عيت تنفصل
حبذا الورقاء على غصنها
المياد تهتف للغريب إذ رحل
غمر الهم فؤادي بعدها ثم
ولى السعد عني و ارتحل
رق قلبي بفراق مفجع و جرى
الدمع من المحاجر و انهملْ
كل جرح الدهر يشفيه غدا
الا جرح سددته حوراء المقل
فجراح الجسم يبريها الزمن
و جراح الوجد ليس تُندَمَل
فقرأتُ و حفظت بعدها شعراً
بما سطَّرَ الأعراب و القوم الأوُل
و سليت نفسي اكتب القريص
و أعذب الأنغام في هواها و الجُمَل
خبرتها اني في هواها كاتب
ما غنت الأقيان من بحر الرمل
عدت اليها بعد حين غفلة فقالت
الآن؟ وقد ذهب الجمل بما حمل
ما كنت اعرف ان للوجد ضحايا
حتى انشب الأضفار فينا و قتل
كنت أواسي النفس بأن لي
منها على الخدين طبعات القبل
طابت كلمات من قريضي في
حبيب ريقه اشهى اصناف العسل
لا تلمني في هواها انني قد تقرح
ناضري باكيا على محض طلل
تبا لعاديات الدهر لم تمهلنا
و ليس الحادثات في مهل
جودي بلقاءٍ فحلم عيني
نظرة فيها المدامع تكتحل
و انسي عتبي في الفراق
انما العتب مثار للجدل
232
قصيدة