الديوان » أبو الحسنى » هُمُو مِنَ العِلمِ وَالتَّنزِيلِ قَد هَرِمُوا

عدد الابيات : 67

طباعة

هُمُو مِنَ العِلمِ وَالتَّنزِيلِ قَد هَرِمُوا

وَدُونَهُم فِي صِبَا الأَحكَامِ مَا فُطِمُوا

هُمُو مِنَ الرَّحمَةِ المَعصُومَةِ انتَسَلُوا

أَلَيسَ لِلاِبنِ مِن أَبِيهِ مُقتَسَمُ

قَومٌ جَرَى بِعُرُوقِهِم دَمٌ طَهِرٌ

مِن صُلبِ أَطهَرِ خَلقِ اللّٰهِ كُـلِّهِمُ

عَلُوا بِدِينٍ وَأَخلَاقٍ وَمُنتَسَبٍ

فَحُقَّ تَشرِيفُهُم بِالحُسنِ وَالرَّحِمُ

أَكرِم بِهِم عِترَةً زَكَت بِطَانَتُهَا

مِنَ المُشِينِ المَعِيبِ إِنَّهُم سَلِمُوا

وَالمُسلِمُونَ كَثِيبُ البِيدِ بَينَكُمُ

وَأَنتُمُ السَّهلُ وَالبَوَاعِجُ اللَجَمُ

فَاضَت مَنَابِعُكُم عَلَى الوَرَى وَبِهَا

شُقَّت قِفَارُ الفَلَا وَالجُرفُ وَالأَكَمُ

نَبعٌ يَدُومُ مِنَ السَّمَاءِ مُنهَمِرًا

فَأَنتُم الغَيثُ وَاليَعلُولُ وَالدِّيَمُ

بَينَ السَوَادِ تَرَاهُم بِالتُّقَى بَرَزُوا

بُرُوزَ وَردِ الأَقَاحِي فِي فَلَا إِرَمُو

هَبَّت أَرَائِجُ فَوحِهِم بِحَيثُ هَفَا

شَذَاهُمُ العَطِرُ المُعبَّقُ النَسِمُ

يَدعُوهُمُ النَّاسُ أَشرَافًا لِمَأثَرَةٍ

وَأَينَمَا نَزَلُوا بِمَنزِلٍ عُلِمُوا

إِذ يُعرَفُونَ بِسَمتِهِم لِأَنَّهُمُ

أَهلُ الفَضَائِلِ وَالإِيمَانِ وَالكَرَمُ

مُبَرَّؤُونَ مِنَ العُيُوبِ قَاطِبَةً

وَقَطُّ مَا نَافَقُوا الأَقوَامَ أَو ظَلَمُوا

فَطَهَّرَ اللهُ آَلَ البَيتِ مِن خَبَثٍ

حَتَّى صَفُوا مِن رَزَايَا النَّفسِ وَاحتَجَمُوا

عَلَى الشَّرِيعَةِ وَالعَدَالَةِ انفَطَرُوا

أَمَا وَإِن حَكَمُوا بِشُبهَةٍ حَسَمُوا

هُم مَوصِلُ النَّاسِ بِالنَّبِيِّ أَحمَدِنَا

هُم أَولِيَاءُ وَأَهلُ اللهِ لَا جَرَمُ

مَهوَى القُلُوبِ وَمَأوَاهَا وَمَرشَدُهَا

هُم لِلطَّوَارِقِ فِي تِيهِ الدُّجَى الوَجَمُ

وَلَم يَلُم حُبَّ أَصحَابِ الكِسَاءِ سِوَى

قَومٌ بِهِم جَهَلُوا وَنَاصَبُوا وَعَمُوا

إِلَى مَعَاشِرِ أَخيَارٍ أُقِرُّ أَنَا

بِحُبِّهِم وَاتِّبَاعِهِم وَطَوعِهِمُ

حَيُّوا وَصَلُّوا عَلَى الزَّهرَاءِ وَالتَزِمُوا

بِذِكرِهَا إِن رَوَى اللِّسَانُ وَالقَلَمُ

وَنَفحَةٌ مِن جِنَانِ الخُلدِ مَبعَثُهَا

بُثَّت إِلَى رَحِمٍ أَطهِر بِهِ رَحِمُ

مِنَ النَّبِيِّ أَتَت وَأَزهَرَت خُلُقًا

حَتَّى صَدَت وَثَنَت بِفَضلِهَا الأُمَمُ

مَفطُومَةٌ مِن لَظَى النِّيرَانِ طَاهِرَةٌ

خَيرُ النِّسَاءِ وَأَنقَاهُنَّ مُتَّسَمُ

سَرَى ضِيَاهَا مَدَى الأَرجَاءِ حَاجِبَةً

دَيجُورَ لَيلٍ حَشَاهُ فِي الوَرَى الظُّلَمُ

حَفَّت ثَرَاهَا إِذَا مَشَت مَلَائِكَةٌ

كَأَنَّهُم حَشَمٌ حَامُونَ أَو خَدَمُ

لَمَّا تَقَسَّمَ لِلنَّاسِ الحَيَاءَ حَظُوا

بَعضًا وَفَاطِمَةٌ كَانَت لَهَا العِظَمُ

وَبِضعَةٌ مِن رَسُولِ اللهِ طِينَتُهَا

فِيهَا السَّرِيرَةُ وَالإِحسَانُ وَالقِيَمُ

هِيَ الَّتِي بِرِضَاهَا تُرتَضَى عَمَلًا

فَالدِّينُ دَارٌ وَحُكمُهَا بِهِ الحُرَمُ

وَإِنَّنِي بِعَلِيٍّ بَابِ شِرعَتِنَا

وَزَوجِ فَاطِمَةِ الزَّهرَاءِ أَعتَصِمُ

كَم نَالَ مِن شَرَفٍ مَا نَالَهُ بَشَرٌ

وَالعُربُ تَشهَدُ وَالأَعرَابُ وَالعَجَمُ

رَبَّاهُ فِي الصِّغَرِ النَبِيُّ فَانفَلَقَت

فِي نَفسِهِ المَكرُمَاتُ البِيضُ وَالشِّيَمُ

نَمَت عَلَى الفَضلِ وَالتَّقوَى حَشَاشَتُهُ

وَعَينُهُ مِن مُحَيَّا النُورِ تَلتَقِمُ

وَشَبَّ وَالدِّينُ يَسرِي فِي قَرَارَتِهِ

وَالعِلمُ سَيلٌ جَرَى فِي قَلبِهِ وَدَمُ

هُوَ الوَلِيُّ الفَتَى هَارُونُ أُمَّتِنَا

هُوَ العَلِيُّ جَزِيلُ القَولِ وَالكَلِمُ

شِفَاهُهُ إِن تَحَرَّكَت عَلَى مَلَأٍ

صَاغَت عُقُودًا بِحَبلٍ لَيسَ يَنفَصِمُ

تَرَى بَلَاغَتَهُ تَكَيَّسَت أَدَبًا

لَا يَعتَرِي نَظمَهَا لَحنٌ وَلَا سَقَمُ

بَيَانُهُ ازدَانَ مِن حَلقِ الهُدَى وَتَرًا

مَا فِيهِ إِلَّا الهُدَى وَالعِلمُ وَالحِكَمُ

وَإِن رَأَيتَ انقَضَاضَهُ عَلَى الخُصَمَا

حَسِبتَهُ ضَرغَمًا بِالجَيشِ يَقتَحِمُ

عَلَى العِدَاةِ يَكِرُّ كَرَّ قَسوَرَةٍ

كَأَنَّهُ فِي بِلَاهُم جَائِعٌ ضَرِمُ

لِآَلِ بَيتِ رَسُولِ اللهِ مَنزِلَةٌ

مَنَازِلُ العَالَمِينَ جَنبُهَا عَدَمُ

لِلبَدرِ شَطرَانِ أَبلَجَانِ نُورُهُمَا

لَا يَأفُلَانِ وَإِن غَطَّاهُمَا الرَكَمُ

أَلَا هُمُا الحَسَنَانِ رُوحُ جَدِّهِمَا

رَيحَانَتَاهُ يُضَاءُ مِنهُمَا الرَجَمُ

إِنَّ الحُسَينَ أَرَادَ مَحوَ بِدعَتِهِم

وَالظَّالِمُونَ تَشَبَّثُوا بِمَا ظَلَمُوا

قَد جَمَّعُوا ذَنَبَاتِهِم وَقَد حَشَدُوا

مِنهُم جَحَافَلَ بِالإِيمَانِ تَصطَدِمُ

وَبِالقِلَى قَتَلُوهُ وَيحَهُم أَبَدًا

مِن سَوءَةٍ لَحِقَت بِمَن بِهَا اجتَرَمُوا

وَالعَارُ دَامَ عَلَى ذِكرِ الَذِينَ جَنُوا

قَتلَ الحُسَينِ وَمَا عَلَيهِ قَد نَدَمُوا

بَنِي أُمَيَّةَ فَلتَبكُوا لِجُرمِكُمُ

فَلِلحُسَينِ يَكُونُ الحُزنُ وَالنَّدَمُ

وَمَن دَعُوهُ إِلَى العِرَاقِ ثُمَّ هَبُوا

غَشَّى النِّفَاقُ قُلُوبَهُم وَمَا احتَشَمُوا

خَانُوا الأَمَانَةَ قُبِّحُوا بِفَعلَتِهِم

وَأَصبَحُوا شُرَكَاءَ مَن بِهَا جَرَمُوا

وَقَدَّرَ اللهُ فِيهَا فِتنَةً وَقَضَى

أَمرًا وَمَا نَحنُ مَانِعُونَ مَن عَزَمُوا

وَالذَّنبُ يَحمِلُهُ الجَانِي وَدَافِعُهُ

وَلَيسَ لِلآَخَرِينَ فِيهِ مُحتَكَمُ

فَكَيفَ تَرمُونَنَا يَا أَيُّهَا الجُهَلَا

وَنَحنُ بِالآلِ نَقتَدِي وَنَلتَزِمُ

إِنَّا لِآلِ النَبِيِّ شِيعَةٌ لَزَمَت

مَنَاهِجَ البَيتِ ثُمَّ نَهجُ مَن لَزِمُوا

نَبكِي الحُسَينَ وَلَا نَرضَى بِمَقتَلِهِ

وَنَبغَضُ القَاتِلَ البَاغِي وَنَختَصِمُ

لَكِنَّنَا لَا نَنُوحُ أَيَّ فَاجِعَةٍ

فَبِئسَ مَن نَدَبُوا وَبِئسَ مَن لَطَمُوا

وَفِي الصَّحَابَةِ سُنَّةٌ هَدَت أُمَمًا

لِمَن بِهَا فَقِهُوا وَمَن بِهَا فَهِمِوا

زِد رَبَّنَا لِأَبِي بَكرٍ عُلًا وَعُلَا

وَارفَع مَنَازِلَهُ وَأَخزِ مَن نَقَمُوا

ثُمَّ ارضَ رَبِّي عَنِ الأَصحَابِ كُلِّهِمُ

عُثمَانَ أَو عُمَرًا أَو كُلُّ مَن دَعَمُوا

وَعَظَّمَ اللهُ مِن حَفصٍ وَعَائِشَةٍ

 وَحَطَّ بِالنَّارِ مَن قَدِ افتَرُوا وَرَمُوا

مَا كَانَ لِي وَلَكُم حَقٌّ بِسَبِّهِمُ

فَالعَن جَمَاعَةَ مَن سَبُّوا وَمَن شَتَمُوا

وَمَا الوُلَايِةُ فِي الإِسلَامِ مَأثَرَةً

حَتَّى تُورَّثَ لِلقُربُى وَتُلتَهَمُ

وَالدِّينُ جَاءَ لِيُنهِي جَاهِلِيَّتَهُم

وَهُم يَقُولُونُ دِينُ الآلِ وَحدَهُمُ

فَنَرتَضِي الخُلَفَاءَ فِي إِمَامَتِهِم

وَكُلُّ مَن فِي قُرَيشٍ يَصلُحُ الحَكَمُ

سَاءَ الَذِينَ تَفَرَّقُوا إِلَى شِيَعٍ

مِن أَجلِ مَن طَمَعُوا بِهَا وَمَن حَكَمُوا

عَدُوِّكُم مِن وَرَا ظُهُورِكُم شَمِرٌ

كَيفَ التَّقَدُّمُ وَالأَقوَامُ تَختَصِمُ

لِمَا التَّشَيُّعُ قَومِي بَعدَ بَيِّنَةٍ

وَدِينُنُا وَاحِدٌ وَلَيسَ يَنفَصِمُ

وَرَبُّنَا أَحَدٌ وَحَبلُهُ أَحَدٌ

فَذَاكَ حَبلُهُ كُلُّكُم بِهِ اعتَصِمُوا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الحسنى

أبو الحسنى

35

قصيدة

أَبُو الحُسنَى: هو مصطفى بن أيمن بن جودة بن عمر بن مصطفى العناني العُمَري العدوي القرشي، المولود يوم الإثنين الموافق التاسع من شهر رجب سنة ١٤٢٣ ثلاث وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة، المسجل با

المزيد عن أبو الحسنى

أضف شرح او معلومة