هَل جَزَاءُ الإِحسَانِ إِلَّا عَطَاءُ

أَم لَكَ مَعرُوفًا وَمِنكَ الشَّقَاءُ

صُنتُ يَومًا مَحَبَّةً لَم تَكُن لِي

غَيرَ ذِكرَى هَمٍّ صِبَاهَا عَنَاءُ

أَمرُ كُلِّ الأَحِبَّةِ الوَصلُ وِدًّا

وَالهَوَى عِندِي حُكمُهُ بِي جَفَاءُ

فَقَضَى بِالقُربَى عَلَى مَن سِوَانَا

وَبِنَا فُرقَةً فَبِئسَ القَضَاءُ

وَنَسَانِي فِي لَحظَةٍ لَا يُبَالِي

وَكَأنِّي لَهُ سُدىً أَو هَبَاءُ

أَو كَأَنِّي لَنِسمَةٌ مِن عُبَابٍ

لَم تَدُم شَيئًا إِذ شَذَاهَا فَنَاءُ

أَو وُرِيقَاتٌ قَد هَوَت مِن خَرِيفٍ

زَاحَهَا مِن عَلَى ثَرَاهُ الهَوَاءُ

كُلُّ رُكنٍ فِي الدَّارِ مُستَحضِرٌ لِي

صُورَةً مِنكَ وَقعُهَا بِي عَيَاءُ

حُجُرَاتِ المَغنَى غَدَت لِي كُهُوفًا

وَبِهَجرِ الأَحبَابِ كَيفَ البَقَاءُ

وَدُمُوعُ العَينِينِ نَادَت سَنَاهَا

بَعدَ ظَلمَاءِ البُعدِ أَينَ السَّنَاءُ

وَفُتُورٌ بِالقَلبِ يَشكُو هَزِيلًا

نَبضَهُ ضَعفًا أَينَ أَينَ الرَّوَاءُ

وَنَعِيقُ الغُرَابِ بِالدَّارِ ينَعَى

خَبَرَ الهَجرِ نَائِحًا مَن أَسَاءُوا

يَا غُرَابَ السُّطُوحِ رَدِّد نُوَاحًا

فَعَلَى مَن نَأَى يَكُونُ البُكَاءُ

ثمَُّ خَبِّر مُفَارِقِي لَيتَ يَأتِي

مُشفِقًا بِي فَالجُرحُ عَنِّي جَلَاءُ

يَا حَبِيبِي كَفَاكَ هَجرِي فَإِنِّي

مُدنَفٌ مُعتَلٌّ وَأَنتَ الدَّوَاءُ

لَيسَ حُبًّا ذَاكَ الَذِي شَقَّ جُرحًا

وَالهَوَى لِلأَحبَابِ طِبٌّ شِفَاءُ

لَم أَهُن إلَّا تَحتَ أَيدِيكَ عِشقًا

وَهَوَانُ الغَرَامِ حِلٌّ رَجَاءُ

سَتَظَلُّ المَحبُوبَ مَهمَا قَسَوتَ

فَالهَوَى أَقدَارٌ عَلَينَا جَزَاءُ