شَعشَعَت أَنوَارٌ خِلَالَ الظَّلَامِ

وَالسَّلَامُ انجَلَى كَبَدرِ التَّمَامِ

قَد ذَكَرتُ اسمَكَ جَهَارًا وَسِرًّا

فَشُرُودٌ عَنِ الوَرَى وَالحُطَامِ

طَارَ رُوحِي بِذِكرِكَ فِي الأَعَالِي

فَنَسَى أَغيَارَ الدُّنَا وَالأَنَامِ

وَرَأَى الرُّوحُ غَيبَ أَبصَارِ غَيرِي

وَرَأَى مَا لَا تَشهَدُ الأَحلَامِ

ثُمَّ أَمسَى فِي رَحبَةٍ لَيسَ فِيهَا

سَرَيَانُ المَكَانِ وَالأَيَّامِ

يَا أَنِيسِي فِي وَحشَتِي إِنَّ جِفنِي

لَيسَ يَغفُو وَذَا وَذَاكَ نِيَامِ

عَجَبًا لِلَّذِي يُدَانِي نُفُوسًا

ثُمَّ يَنسَى مَن عِندَهُ الإِنعَامِ

إِن تَوَلَّى الجُهَّالُ عَنكَ غُفَاةً

فَحَشَايَا فِي شُغلِكَ بِالهَيَامِ

أَحجَمَت نَفسِي عَن جَمِيعِ المَلَاهِي

 فَعَلَى الحُبِّ اطَّهَّرَت وَالإِحجَامِ

وَتَوَجَّهتُ نَحوَ أَبوَابِ قَصدِي

عَارِيًا مِثلَ وِجهَةِ الإِحرَامِ

أَنتَ مَولَايَ مَقصَدِي وَارتِجَائِي

وَمَرَامٌ خَلَاكَ بِئسَ المَرَامِ

أَنتَ عِندِي بِدَاخِلِ القَلبِ بَاقٍ

وَأَنَا فِي رِحَابِكَ المِكرَامِ

لَيتَنِي أَبقَى هَائِمًا طُولَ عُمرِي

لَيتَنِي أَكتَفِي بِوِدِّ الوِئَامِ

لَيتَنِي بِالوِصَالِ أَنأَى بَعِيدًا

لَيتَنِي أَنسَى الغَيرَ ذاَ الأَوهَامِ

لَيتَنِي بِالنَّجوَى أَدُم دُونَ شُغلٍ

لَيتَنِي لَم أَكُن مِنَ الأَقوَامِ

وَلِسَانُ الفُؤَادِ نَاجَاكَ رَبِّي

أَنتَ عِندِي ذُو السِّرِّ وَالإِعلَامِ