الديوان » أبو الحسنى » يَا ابنَ الأَدِيمِ أَلَا اذّكّر مَنِ الفَانِي

عدد الابيات : 19

طباعة

يَا ابنَ الأَدِيمِ أَلَا اذَّكَّر مَنِ الفَانِي

وَمَا مَصِيرُ الدِّيَارِ غَيرَ هُجرَانِ

تَبنِي القُصُورَ وَأَنتَ هَا مُهَاجِرُهَا

إِنَّ المُسَافِرَ لَا يُقِيمُ فِي الخَانِ

نِعمَ الرِّحَالُ لَكَ التَقوَى لَأَنَّ بِهَا

يُصَانُ بَاطِنُكَ مِن كُلِّ فَتَّانِ

يَا صَاحِ إِنَّ الجُنَيهَ لَن يَدُومَ لَكَ

وَالمَالُ يُصبِحُ مُورَثًا لِوِلدَانِ

لَيسَت هُنَاكَ صُكُوكُ الأَرضِ سَارِيَةً

وَلَا بُنُوكًا تَرُدُّ الكَنزَ لِلغَانِي

إِنَّ السَّلَامَةَ آنَذَاكَ فِي عَمَلٍ

لِلّٰهِ أَخلَصتَهُ مِن دُونَ أَضغَانِ

يَومٌ عَبُوسٌ عَسِيرٌ أَنتَ شَاهِدُهُ

وَلَيسَ مَن سَمِعَ الأَخبَارَ كَالرَّانِي

مَا لِي أَرَى أَوجِهَ الأَقوَامِ مُصعَقَةً

هَل مَا رَأَت لَم يَكُن لَهَا بِحُسبَانِ

أَقَد أَغَرَّتهُمُ الدُّنيَا وَزِينَتُهَا

عَن مَوقِفٍ يَتَهَاوَى فِيهِ ذُو الشَّانِ

أَينَ المَفَاخِرُ أَينَ كُلُّ مَنزِلَةٍ

أَينَ المَمَالِكُ أَينَ كُلُّ بُنيَانِ

أَرَاكُمُ اليَومَ يَا طَاغِينَ فِي فَزَعٍ

فَأَينَ سَطوَتُكُم وَمَن هُوَ الجَانِي

وَذَاكَ يَومٌ بِلَا مَالٍ وَلَا نَسَبٍ

وَلَا مَتَاعٍ وَلَا حُكمٍ لَكُم دَانِي

بِاللهِ قُل لِي لِمَاذَا قَد جَحَدتَ بِه

وَأَنتَ كُنتَ بِهِ دَومًا بِنُكرَانِ

هَل قَد خُلِقنَا سُدَىً فِي الأَرضِ مِن عَدَمٍ

أَو ذَرَّةٍ عَبَثِيَّةٍ وَدُخَّانِ

وَاللهُ أَوعَدَ خَلقَهُ بِوَقعَتِهِ

وَلَيسَ وَعدُ الإِلَهِ مُخلَفَ الآنِ

فَتُب إِلَى رَبِّكَ مِن كُلِّ مَعصِيَةٍ

إِنَّ المَنِيَّةَ لَا تَستَأذِنُ الفَانِي

وَالقَبرُ ذَاكَ هُوَ الدَّارُ الَّذِي سَيَلِي

دَارَ الدُّنَا بَعدَ بُرهَةٍ بِمِحيَانِ

وَالثَّوبُ يُنزَعُ مِنكَ بَعدَ تَهلُكَةٍ

حَتَّى تُلَفَّ كَضُلمَةٍ بِأَكفَانِ

أَلَا اتَّعِظ فَالأَنَامُ تَحتَ أَرجُلِنَا

فِي اللَّحدِ وَالرُّوحُ تُقضَى عِندَ دَيَّانِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الحسنى

أبو الحسنى

35

قصيدة

أَبُو الحُسنَى: هو مصطفى بن أيمن بن جودة بن عمر بن مصطفى العناني العُمَري العدوي القرشي، المولود يوم الإثنين الموافق التاسع من شهر رجب سنة ١٤٢٣ ثلاث وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة، المسجل با

المزيد عن أبو الحسنى

أضف شرح او معلومة