الديوان » سوريا » مريانا مراش » ماذا حملتم على الايدي بلا حذر

عدد الابيات : 21

طباعة

ماذا  حملتم على الايدي بلا حذر

ومن دفنتم فما هذي من البشر

وكيف اخفيتم شمس النهار ضحى

حتى غدا الافق يشكو ظلمتة الكدر

وامبسمت  الزهر والافلاك عابسة

حزناص عليها وعين البدر في سهر

وناحي  الورق والاطيار نادبة

مذهبت  الريح تروي اشأم الخبر

كانت  تفوح بانفاس معطرة

لاعطر من بعد سلمى نزهة النظر

فريدة حيرت افكار واصفها

لما سما لطفها عن رقة الفكر

لها  عيون سبت اهل النهى فلذا

هاروت من سحرها أمسى على حذر

حوت بديع جمال جل خالقه

ورقة  قد زهت بالدل والخفر

عروسة الشعر غابت آه وا اسفي

سلمى  التي جبلت من أحسن الفطر

هذي ملاك أتت للأرض لابسة

جسماً  لطيفاً بدا للعقل والنظر

والان  عادت إلى الفردوس مسكنها

لهفي فلم يبق قلب غير منفطر

هذا  وربك  خطب لامثيل له

مصيبة  ندرت في الكتب والسير

اين البلاغة في الأشعار تندبها

فكل  معنى اراه غير مبتكر

لو كان يشفي غليل المرء دمع أسى

لكان دمع الورى يغني عن المطر

وانما  نوحنا لم يجد فائدة

ولا  يجر سوى الاسقام والضرر

طوفان نوح من الأجفان منهمل

وقدح  نار من الاكباد كاشرر

ليت النسا لايلدن مثلهن ولا

ينتجن نسلاً لحمل البؤس والكدر

لايغلب الدهر الا عاقل فطن

يرضي بأحواله بالعسر واليسر

فمن  غدا صابراً في الخطب محتسبا

ينال اكليل مجد العز والظفر

ايوب في صبره قد نال مرتبةً

فاقت على كل مخلوق من البشر

فالصبر موئلكم يا آلها ابداً

هذا  لعمري قضاء كان في القدر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مريانا مراش

avatar

مريانا مراش

سوريا

poet-Maryana-Marrash@

82

قصيدة

1

الاقتباسات

20

متابعين

مريانا مراش شاعرة كاتبة سورية مولدها ووفاتها في حلب.1848-1919م نشرت مقالات في مجلة (الجنان) وجريدة (لسان الحال) وكانت حسنة الصوت، لها علم بالموسيقى، تضرب على القانون. وجمعت ديواناً صغيراً سنة 1893 ...

المزيد عن مريانا مراش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة