أنا
بغداد ١٩٩١
جود يا حوض الوجود
جود يا حوض الجحود
مالي اري الدنيا لها اصحاب كثير
و هي تمعن و تمادي بالجحود
اتوا بك الى هنا فهل عرفت
مفرداً كنت فيها أم انت وحيد
تشقى فيها و حدك و تكد
و تجاهد أيَّ أشكال الجهود
و اذا الصاحب الداني لنا
مبغضٌ امعن في وهب الصدود
و اذا الأوطان للأحرار سجنٌ
أمسى حولنا محض قيود
و اذا الأصحاب للسلطان
أوشوا غدراً ونفاقاً بالأسود
و كلاب الصيد للسلطان تفتك
بالاحرار ظلماً و تسود
و اذا الأحبة ساروا للغير
و لم يرعوا بنا تلك العهود
و اذا الاحوال عسر و يد
الأيام جادت بالوعود
و كرام القوم شحت بذوي
الأيدي و اضناها الوجود
و اذا الحاسد يقطر ضجراً
في نواصيهِ اضغان الحقود
و اذا الاحلام تكبر في الخيال
و جناها خلف اسوار الحدود
و اذا الدهر كما نعرفه مورد
النكبات يسدي و يجود
و اذا الليل طويل و السماء
سودتها اسرابٌ من الغربان سود
و اذا الدار قفار و عدا غبار
المحل تأبى ان تجود
و اذا الدهر كوحش فاتكٍ
يقتلَ الحرَ و يمعن و يزود
و اذا الدنيا برود ما بها
في الدار من خلٍّ ودود
سترى الأحرار لاذت بالفرار
لبلاد الغرب منه لن تعود
بعزائم قاضيات بالثبات
خلتها زبر الحديد
أ و بعد كل ذاك الظلم
يا اماه ترجوني اعود
ابعد كل هذا الهجر
و الأعوام ترجوني اعود
اني بانتظار من يحرر غربتي
رافضاً ليَّ انتمائي للوجود
232
قصيدة